وصل أمس وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إلى العاصمة الليبية، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الانتقاليين في هذا البلد الذي يتخبط في فوضى أمنية عارمة. ووصل بيرنز إلى مطار طرابلس على متن طائرة عسكرية أمريكية، وسط إجراءات أمنية مشددة، عكست درجة التخوف والقلق الذي تبديه الولاياتالمتحدة من الانزلاقات الأمنية الخطيرة الحاصلة في هذا البلد. وإذا كان العنوان الظاهري لهذه الزيارة هو التأكيد مجددا على الدعم الأمريكي للشعب الليبي، الذي يسعى إلى تحقيق تطلعاته في إقامة دولة ديمقراطية مزدهرة ومستقرة، فإن المؤكَّد أن الوضع الأمني الذي خرج تماما عن نطاق السيطرة إضافة إلى الاحتقان الذي تشهده الساحة السياسية في ليبيا، أهم القضايا التي دفعت بالرقم الثاني في كتابة الخارجية الأمريكية، للقيام بهذه الزيارة. ويلتقي المسؤول الأمريكي خلال زيارته برئيس الحكومة المكلف عبد الله الثني وبنائب رئيس البرلمان عز الدين العوامي وممثلين عن المجتمع المدني. والمؤكَّد أن بيرنز يريد الوقوف بنفسه على سير المرحلة الانتقالية في ليبيا، التي تجاوز عامها الثاني دون أن تتمكن سلطاتها من الخروج إلى بر الأمان؛ بدليل عجز المسؤولين في هذا البلد حتى عن التوافق على شخصية جديدة لقيادة الحكومة المؤقتة. وتأتي زيارة المسؤول الأمريكي في ظرف متوتر جدا تشهده العاصمة طرابلس؛ بسبب عمليات الاختطاف التي طالت أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمَدين في ليبيا، من بينهم السفير الأردني ودبلوماسيان تونسيان. يُذكر أن الولاياتالمتحدة كانت خسرت سفيرها في طرابلس كريس ستيفنس في هجوم مسلح، استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي، الواقعة شرق ليبيا شهر سبتمبر 2012، وأسفر أيضا عن مقتل ثلاثة موظفين من السفارة الأمريكية.