ذكر السيد عبد المالك سايح رئيس الديوان الوطني لمكافحة المخدرات عن إجراء تحقيق وطني حول إدمان المخدرات في الجزائر، يهدف إلى إبراز حجم الظاهرة ووضع الأساليب الكفيلة للحد منها، وسيشرع في تطبيق التحقيق بداية من العام المقبل من خلال القيام بدراسة تمس 45 ألف شاب و10 آلاف عائلة على مستوى التراب الوطني لمعرفة طرق وصول المخدرات إليهم وكذا إبراز أهم الأسباب التي تدفع الشباب إلى استهلاك هذه المادة المضرة بالصحة وبالقدرات العقلية لمتعاطيها. فيما تشير المصادر إلى تعاطي نسبة 30 بالمائة من الشباب الجزائري للمخدرات، أكثر من 4 بالمائة منهم إناث، وأمام هذه الإحصاءات والأرقام المخيفة يأتي التحقيق ليسلط الضوء على هذه الآفة الخطيرة ومحاولة إيجاد حلول مستعجلة وسن قوانين رادعة للحد من انتشار هذه الآفة في أوساط الشباب الجزائري التي باتت تعرف تغلغل رهيبا للمخدرات داخلها. وأضاف السيد سايح أن التحقيق سيشرع في القيام به بمشاركة واسعة من العديد من الهيئات الوطنية والشبابية والجمعيات الناشطة في ميدان العمل الشباني التي بإمكانها الوصول إلى شريحة عريضة من الشباب داخل الجامعات والثانويات والنوادي الرياضية المختلفة، وتمكين المختصين من معرفة الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى استهلاك المخدرات وترويجها ودراسة السبل الكفيلة للتقليل منها خاصة وأن أضرارها لا تقتصر على متعاطيها فقط بل تمتد إلى أشخاص آخرين داخل المجتمع. 4 بالمائة من الجزائريات يتعاطين المخدرات وكشف ذات المسؤول عن أن نسبة النساء اللاتي يتعاطين المخدرات لا تتجاوز 4 في الجزائر. وأوضح مدير الديوان الجزائري لمكافحة المخدرات عبد المالك سايح في حديث لإذاعة الجزائر الرسمية أن ظاهرة المخدرات في الجزائر مرشحة للاستفحال بعدما بدأت تظهر في المدارس وخصوصاً في العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى. وأضاف أن الدراسات الحديثة تؤكد أن المرأة الجزائرية أصبحت تتعاطي المخدرات أكثر وخصوصاً حبوب الهلوسة، مشيراً إلى أن النسبة لا تتجاوز في الوقت الحالي 4 %، وهي النسبة التي تبقى دون حدود الخطر مقارنة بالرجال. وكشف عن أن أحدث دراسة أكدت تورط 12 ألف شخص في تهريب الكيف المعالج خلال العقد الأخير، بينهم 84 تقل أعمارهم عن 35 سنة. وكانت دراسة قامت بها جمعية جزائرية تنشط في مجال مكافحة المخدرات كشفت أن 30 من الشباب الجزائري يتعاطى المخدرات، وأن 48 من طلاب الثانويات يتعاطونها. وكشف أن بعض التقارير الدولية تشير إلى أن تجارة المخدرات في العالم تقدر ما بين 500 و800 مليار دولار، مؤكداً على أن الجزائر تحولت من بلد عبور إلي بلد مستهلك لهذه المادة لأنها تقع بين مناطق إنتاجها ومناطق تسويقها، بين إفريقيا وأوروبا. وكان مدير التعاون الدولي في الديوان الجزائري التابع لوزارة العدل الجزائرية عيسي قاسمي، أعلن أخيراً أن الأجهزة الأمنية صادرت 2541 كيلوغرام من القنب الهندي خلال النصف الأول من السنة الجارية، متهماً المغرب بإغراق الجزائر بهذه المادة. وأوضح قاسمي في منتدى حول مكافحة المخدرات والإدمان عليها أن المغرب يرعى زراعة مساحات كبيرة لمختلف أنواع المخدرات التي تتخذ من الجزائر نقطة عبور، والتي بدأت تتحول شيئا فشيئا إلى نقطة استهلاك. وقال إن الأجهزة الأمنية قامت بحجز 2541 كلغ من القنب الهندي خلال السداسي الأول من السنة الجارية، وإن هذا الكم لا يمثل سوى نسبة تتراوح ما بين 12 و15 في المائة مما يتسرب فعلا إلى عمق التراب الوطني، وهي الكمية القادمة من المغرب.