كما كان متوقَّعا، كانت خرجة تشكيلة مولودية وهران إلى ملعب عمر حمادي أول أمس، سياحية أكثر منها رياضية تنافسية؛ حيث تكبدت خسارة مذّلة أمام رائد البطولة الاحترافية الأولى اتحاد العاصمة؛ بخمسة أهداف لهدفين، ولولا براعة الحارس بلعربي لخرجت المولودية من معقل فريق “سوسطارة” بخسارة تاريخية، تبقى وصمة عار على جبين كل “الحمراوة” على مر السنين وتعاقب الأجيال. وبغضّ النظر عمن يتحمل المسؤولية الأولى فيها، فالشوط الأول فقط دوّن رباعية عاصمية تلقّاها مرماهم، تعاقب على تسجيلها كل من نصومبو في الدقيقة 7، ومفتاح عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة 28، وفرحات في الدقيقة 39، وسوقار في الدقيقة 44. وكانت هذه النتيجة الوقتية رغم قساوتها، منطقية إلى أبعد حد بالنظر إلى هشاشة دفاع الضيوف الوهرانيين، والذي زاده ضعفا الخروج الاضطراري للمدافع المحوري الصلب فريد بلعباس، حتى إن مهاجمي الاتحاد كانوا يتفنون في ابتكار طرق تجاوز الخط الخلفي للمولودية، الذي ظل يئنّ من الهجمات المتتالية لزملاء المتألق فرحات، الذي عاد ليرفع حصة الأهداف إلى خمسة في الدقيقة 63. ولقد اعترف مدرب المولودية عمر بلعطوي، بالوجه الشاحب لفريقه؛ “لم يكن بوسع فريقي الوقوف بندّية أمام اتحاد العاصمة، الذي استغل لاعبوه، كما يجب، الأخطاء البدائية التي ارتكبها دفاعنا، خاصة في المراقبة، وهو ما سمح لخصمنا بالوصول إلى شباكنا بسهولة. وأنا متأسف على ذلك، وعلى النتيجة الثقيلة التي تلقتها المولودية اليوم؛ فهي لا تستحق ذلك”. أما قائد الفريق الصديق براجة مسجل هدفي المولودية في هذا اللقاء في الدقيقتين 19 و90، فأرجع هذه الهزيمة القاسية إلى المشاكل التي يعيشها فريقه حاليا؛ ما أثر على تركيز زملائه اللاعبين، خاصة في مواجهة رائد قوي ومحفزّ لحسم أمر اللقب أمامهم. ولقد أبقت هذه الهزيمة التاريخية المولودية في نفس مركزها في لائحة الترتيب (13) وبرصيد 27 نقطة، لكن الفارق تقلّص بينها وبين الفريق الأول المهدَّد بالسقوط؛ شبيبة بجاية، إلى خمسة، بعدما كان سبعة، عقب فوز فريق “الحماديين” في معاقل شباب عين الفكرون بهدف دون رد، لتجد المولودية نفسها مضطرة لحسم أمر بقائها بملاقاة المنافسين المباشرين على نفس الهدف؛ حيث ستستقبل على التوالي شباب عين الفكرون يوم السبت القادم (10 ماي) برسم الجولة 27 من البطولة، وبعدها شبيبة بجاية يوم الثلاثاء 13 ماي المقبل برسم الجولة 28.
الخيبة تنتقل إلى الأشبال والآمال الخيبة الحمراوية، نهاية الأسبوع الماضي، لم تقتصر على الأكابر، بل امتدت إلى الفئات العمرية؛ حيث خابت تشكيلتا أقل من 17 سنة وأقل من 21 سنة في التتويج بكأس الجمهورية لفئتيهما، الأولى أمام جمعية الشلف بنتيجة (1/2)، علما أن الشلفاوة الصغار يحوزون على هذه الكأس للمرة الرابعة على التوالي، أما فريق أقل من 21 سنة، فانهزم أمام مدرسة نصر حسين داي بهدف وحيد، سجله اللاعب سيموسي في الدقيقة 35. ورغم هذه الخيبة إلا أن الأنصار ثمّنوا الجهود التي بذلها اللاعبون الشباب ومؤطروهم لحفظ ماء وجه فريقهم وتحسين صورته رغم المصاعب الكثيرة التي صادفوها طوال الموسم، وقد تحسّروا كثيرا على عدم مرافقة الإدارة لهذه الجهود.
جماعة سالم تطالب الوالي زعلان بإقالة جباري وجماعته هذه الإدارة تبقى دائما في عين إعصار الأنصار، الذين يكثفون من ضغوطهم عليها لتنحيتها؛ اقتناعا منهم بأنها فاشلة ولن تفيد المولودية في شيء سوى إهانتها في كل مرة، وهي التي لا تقل عراقة وتاريخا حافلا. ففي هذا الشأن، استغلت مجموعة من الأنصار يتقدمهم سالم فوضيل الرئيس السابق للجنة الأنصار، فرصة تواجد والي الولاية السيد عبد الغني زعلان بعد زوال أول أمس، بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس لحضوره المباراة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم داخل القاعة بين فريقي ربيع الجزائري وأمن ولاية سكيكدة، لمطالبته بتنحية الإدارة الحالية ومحاسبة مسيّريها، وفي مقدمتهم الرئيس يوسف جباري؛ اقتناعا منهم بأنها فاشلة، ولن تفيد المولودية في شيء سوى إهانتها في كل مرة، وهي التي لا تقل عراقة وتاريخا حافلا، حسبهم.