شكلت ترقية التعاون الوطني والدولي في مجال تكنولوجيات الطاقة الشمسية أمس، إحدى التوصيات الرئيسية التي توجت أشغال منتدى آسيا-إفريقيا الرابع حول الطاقة المستدامة المنظم على مدى يومين بوهران. ويهدف هذا الاقتراح إلى تعزيز الشراكة بين الجامعة والصناعة، كما أوضح السيد أمين بودغن سطمبولي، رئيس المنتدى الذي ضم زهاء مائة خبير جزائري وأجنبي. كما دعا المشاركون في هذا اللقاء الذي تميز بعقد الورشة الدولية السادسة حول البرنامج الجزائري الياباني "صحراء صولار بريدير" (أس أس بي)، إلى خوض ميادين جديدة للبحث في مجال الطاقة الشمسية. وقد تحصلت جميع الإنجازات التي تحققت بالجزائر في إطار برنامج "أس أس ب" على علامة "أ" التي تعتبر الأعلى في نظام التقييم المعد من قبل هيئة دولية مستقلة للخبرة، حسب السيد سطمبولي، الذي يعد أيضا مدير هذه العملية التي انطلقت عام 2010 في إطار التعاون الجزائري الياباني. وأوضح أن هذا البرنامج يتضمن شقين خاصين بأنظمة خلايا الطاقة الشمسية، وتنقية مادة السيليسيوم المستخرجة من الرمل لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية. وقد سمحت الأساليب المبتكرة التي ينفذها الشركاء اليابانيون ببلوغ عتبة نقاء السبليسيوم تقدر ب999ر99 بالمائة، كما أشار هذا الباحث بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف لوهران، التي احتضنت أشغال المنتدى. وستشهد السنة الخامسة والأخيرة للبرنامج -وفقا للسيد سطمبولي- تشغيل جهاز آخر من الجيل الأخير الذي سوف يسمح بإنتاج السيليسيوم المسمى "الدرجة الشمسية" أي مع عتبة من النقاء تقرب أكثر من 100 بالمائة. وبالإضافة إلى ذلك سيستفيد العديد من الباحثين الجزائريين من تربصات للإتقان في مجالي خلايا الطاقة الشمسية والنواقل ذات القدرة العالية باليابان في جوان وسبتمبر المقبلين. ويكمن هدف برنامج "أس أس بي" في إعداد في آفاق عام 2015، دراسة جدوى تتعلق بإيصال الكهرباء من جنوب البلاد إلى مدن الشمال لاستغلالها من قبل المنشآت المستهلكة مثل محطات تحلية مياه البحر. ويتعلق هذا المخطط بتحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة كهربائية، والتي سيتم نقلها بعد ذلك إلى الشمال بواسطة نواقل ذات قدرات عالية (كوابل لنقل الكهرباء دون ضياع الطاقة). وتوجد ثلاث مؤسسات جزائرية كشريك في هذا البرنامج، وهي جامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران، وجامعة طاهر مولاي لسعيدة، ووحدة البحث في الطاقات المتجددة في الوسط الصحراوي لأدرار. وتندرج الطبعة الرابعة لمنتدى آسيا-إفريقيا حول الطاقة المستدامة، في إطار استمرارية أجندة أعدها الشريك الياباني لعقد لقاء سنوي بالتناوب بالجزائر واليابان. وقد عقدت الطبعات الثلاث الأولى في أوت 2011 بناغويا (اليابان) وماي 2012 بوهران، ثم في ماي 2013 بهيروساكي (اليابان). وبرمجت الطبعة القادمة في أوت القادم بالقطب الجامعي لتسوكوبا (اليابان)، الذي يحتضن العديد من الهيئات الشريكة في برنامج "أس أس بي" مثل التحالف من أجل البحث في شمال إفريقيا.