استغلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي انعقاد قمة الاتحاد الافريقي الحادية عشرة بمنتجع شرم الشيخ لدعوة القادة الافارقة المشاركين فيها الى الخروج بموقف موحد ضد الرئيس زيمبابوي روبرت موغابي المشارك في هذه القمة. وتقاطعت تصريحات الوزير الاول البريطاني غوردن براون ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس والمحافظ الاوروبي للتنمية جون ميشال في هذا النقطة بالذات وطالبوا باتخاذ موقف افريقي موحد لرفض نتائج الدور الثاني لانتخابات الرئاسة في زيمبابوي والدعوة الى تغيير النظام وتشكيل حكومة جديدة. وبلغة الآمر قال الوزير الاول البريطاني انه يتعين على الدول الافريقية المشاركة في قمة شرم الشيخ التأكيد وبشكل اكثر وضوحا بضرورة إحداث تغيير فعلي في هذا البلد وتشكيل حكومة جديدة. وجدد المسؤول البريطاني التأكيد على موقف بلاده الرافض لنتائج الدور الثاني لانتخابات الرئاسة التي جرت الجمعة الماضي وعرفت فوز الرئيس موغابي بعهدة رئاسية سادسة بعد مقاطعة منافسه وزعيم الحركة من اجل التغيير الديمقراطي مورغن تشفانغيري وهو ما يستدعي كما قال تشكيل حكومة جديدة. وذهبت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الموجودة بالعاصمة الصينية بكين الى اعطاء بعد دولي للأزمة في زيمبابوي وإخراجها من اطارها الافريقي . وقالت رايس بلغة التهديد المبطن ليس فقط باتجاه زيمبابوي ولكن ايضا باتجاه الاتحاد الافريقي"اننا ننتظر ما يمكن للاتحاد الافريقي فعله في التعاطي مع هذه الأزمة" قبل ان تضيف ان "القضية تتعدى الاتحاد الافريقي ويتعين على مجلس الامن الدولي التكفل بها بمبرر أن المجموعة الدولية طالبت بذلك. يذكر أن اعضاء مجلس الامن الدولي فشلوا قبل اسبوع في التوصل الى اتفاق لاستصدار لائحة تؤيد المعارضة في زيمبابوي وتدين رئيسه روبير موغابي في مرحلة اولى قبل فرض عقوبات على نظامه. وتضغط الولاياتالمتحدة وبريطانيا داخل الهيئات الاممية باتجاه صياغة مشروع لائحة أممية والمصادقة عليها تتبنى فرض عقوبات وحظر على بيع الاسلحة لهذا البلد ومنع مسؤوليه البارزين من مغادرة البلاد. وقد اعترضت الصين العضو الدائم العضوية في مجلس الامن واحد حلفاء النظام الزيمبابوي المسعى الامريكي المؤيد من طرف لندن وباريس وبرلين. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جايشي انه يتعين على الدول الافريقية خاصة ان تلعب دورا بناء في اصدار لائحة حول الازمة السياسية في هذا البلد "ضمن رغبة صينية الى عدم تدويل الازمة وابقائها في إطارها القاري. ولكن الرئيس روبيرت موغابي الذي طعنت القوى الغربية الكبرى في شرعية انتخابه لم يكترث للامر وحضر قمة الاتحاد الافريقي بمدينة شرم الشيخ غير عابئ بالانتقادات التي صدرت ضده وطالبت برحيله. وجاءت مغادرة الرئيس الزيمبابوي البلاد ساعات بعد ادائه اليمين الدستورية وفي وقت اكد فيه فريق المراقبين الافارقة ان الانتخابات لم تكن مطابقة للمعايير الديمقراطية وأكدوا انها لم تكن لا حرة ولا نزيهة"وطالبوا في تقريرهم النهائي بضرورة اعادة اجراء هذه الانتخابات تكون اكثر شفافية وفي ظروف اكثر ملاءمة. وانصب موقف مراقبي الاتحاد الافريقي في سياق الرفض الذي ابداه مرشح المعارضة مورغن تشافانغيري الذي وصف نتيجة الانتخابات وتنصيب منافسه موغابي رئيسا للبلاد بعملية "الخداع للذات" وطالب لاجل ذلك القادة الافارقة المجتمعين بمدينة شرم الشيخ الى ايفاد مبعوث عنه الى زيمبابوي لدعم جهود رئيس جنوب افريقيا تامبو امبيكي لانهاء الازمة السياسية في البلاد.