أصبحت الأوساط الرياضية الحراشية تستيقظ صباح كل يوم، على أخبار غير سارة لا تخدم مصلحة فريقها . فبعد الانسحاب الرسمي للمدرب بوعلام شارف من العارضة الفنية واختياره العمل في الطاقم الفني لمولودية الجزائر، يتأهب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين لمغادرة الفريق بعد أن تلقوا عروضا مغرية من أندية منتمية للرابطة الأولى، ونعدّ من بينهم الحارس عز الدين دوخة، الذي انضم رسميا إلى شبيبة القبائل، ويستعد للالتحاق به في نفس النادي وسط الميدان آيت وعمر، بينما يتجه كل من سيلا وهندو وعزي وأمادا للانضمام إلى صفوف مولودية الجزائر بإيعاز من شارف الذي يريدهم ضمن فريقه الجديد، لإدراكه إمكاناتهم البدنية والتقنية، فضلا عن أن المدافع القوي بلقروي لم يبق أمامه سوى تسوية وضعيته الإدارية مع اتحاد الحراش للانتقال إلى الترجي التونسي، وأن المهاجم يونس يوجد في اتصال مع مولودية بجاية.كل هذه الأخبار أيقنت الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش، بضرورة شروع ناديهم في تطبيق سياسة التشبيب على مستوى فريق الأكابر، لا سيما أن الخطوات التي اتبعها النادي خلال السنوات الخمس الأخيرة في مجال التكوين، سمحت بإعداد مجموعة من الشبان لا يقل عددهم عن خمسة عشر لاعبا، أصبحوا يدقون على أبواب فريق الأكابر، على غرار مدان، بوكاروم، دومي، دنداش، عبيد، بن مراح وحطابي؛ فقد تلقوا تكوينا قاعديا متينا ضمن الفئات الصغرى، وأصبحوا مؤهلين للمشاركة على أعلى مستوى من المنافسة الوطنية.ولا شك أن إدارة اتحاد الحراش أصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى، أن بروز فريق الأكابر في البطولة القادمة يمر حتما عبر وضع الثقة في مؤهلات هؤلاء الشبان، وهو ما أكده رئيس النادي محمد العايب، الذي قال في هذا الشأن: ”لقد وصل اتحاد الحراش إلى مرحلة كبيرة من التقدم في مجال تدعيم سياسة التكوين التي باشرها منذ خمس سنوات. واليوم أظن أنها على وشك إعطاء ثمارها من خلال بروز مجموعة كبيرة من اللاعبين الشبان الذين سنعتمد عليهم في البطولة القادمة للرابطة الأولى، منهم من شارك مع فريق الأكابر في بعض مباريات المنافسة الرسمية، وبرهنوا على قدرتهم لحمل المشعل على هذا المستوى”.ويواجه النادي ضغطا كبيرا من جماهيره الرياضية، المطالَبة بضرورة منح لهؤلاء الشبان فرصة اللعب مع الأكابر، لا سيما أن النادي يمر بأزمة مالية خانقة لن تسمح له بالاستمرار في اتباع سياسة الاستقدامات التي أثقلت كاهله وأدخلته في مشاكل مالية عويصة لم يسلم منها إلى حد اليوم؛ لكون العديد من لاعبي فريق الأكابر لازالوا يدينون للنادي بأموال كبيرة يصعب عليه تسديدها.ومن جهة أخرى، بدأ المسيّرون يفكرون من الآن في استخلاف شارف بعد تأكدهم من تنقّل هذا الأخير إلى مولودية الجزائر، للعمل في عارضتها الفنية. وتتردد أخبار من النادي الحراشي، مفادها أن المسيّرين اتصلوا بالمدرب جمال مناد ليكون خليفة شارف في العارضة الفنية، إلا أن الطرفين لم يدخلا بعد في طور المفاوضات.