أصبح المدرب بوعلام شارف هذه الأيام، محل حديث الوسط الرياضي الحراشي بعد تداول أخبار حول نيّته في مغادرة النادي نهاية الموسم الجاري رغم أنه لم يُخطر أحدا من المسيّرين بصفة علنية أو رسمية؛ إذ إن خبر ذهابه جاء فقط على لسان مصادر قريبة منه، تعرف عادة ما يروَّج في ذهن شارف، الذي سينهي موسمه السادس على رأس العارضة الفنية لاتحاد الحراش. وتُرجع ذات المصادر الانسحاب المحتمَل لشارف من العارضة الفنية، إلى الصعوبات التي واجهت هذا الأخير في تسيير الفريق طيلة أطوار البطولة؛ إذ كثيرا ما وجد نفسه في موقع حرج جدا، لم يسمح له بفرض الانضباط وسط اللاعبين، الذين لجأوا في عدة مرات، إلى الدخول في إضراب من أجل إرغام إدارة النادي على الاستجابة لمطالبهم الخاصة بالمستحقات المالية، التي كثيرا ما يتأخر موعد استلامها. واضطر المدرب شارف في كثير من المرات إلى التدخل شخصيا لدى إدارة النادي للدفاع عن مصالح اللاعبين. وقد سبّب له ذلك مواقف حرجة، حوّلته إلى القيام بمهام لا تعنيه. واضطر لتحمّل مشقتها حتى لا ينفجر الفريق. وقد تَكرر هذا الوضع عدة مرات، مما دفع ببوعلام شارف إلى انتقاد المسيّرين رغم أنه يدرك أكثر من أي أحد، الصعوبات المالية العويصة التي يتخبط فيها النادي منذ أكثر من سنتين، وهو متأكد الآن بأنها ستستمر في الموسم القادم، وأنه لن يكون في مقدوره في هذه الحال تقديم أي عمل إيجابي للفريق؛ إذ لا يريد معايشة المشاكل العويصة التي عرفها مع اتحاد الحراش، ويكفيه أنه صمد في كل هذه الفترة مع نادٍ يُعد من أفقر النوادي على مستوى الرابطة الأولى. إلا أن ذهاب شارف أو بقاءه قسّم الأوساط الرياضية الحراشية إلى فريقين؛ الأول يأمل أن يستمر هذا المدرب في منصبه، ويفسر موقفه بالاستقرار الذي عرفه الفريق الحراشي طيلة كل هذه السنوات التي تواجد فيها دائما في أعلى ترتيب البطولة، وسمح له ذلك باكتساب تأشيرة المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا لكن دون أن يخوض منافساتها لأسباب مالية، إضافة إلى وصول الفريق في الموسم ما قبل الأخير إلى الدور النهائي لكأس الجمهورية، والذي خسر فيه الرهان أمام شبيبة القبائل، وكان بوسع اتحاد الحراش المشاركة هذا الموسم في السباق على اللقب لولا الانطلاقة الصعبة التي عرفها في بداية البطولة؛ حيث انهزم في أربع مباريات متتالية لأسباب لها علاقة بتأخر المستحقات المالية للاعبين. وقد اقترب مناصرون كثيرون من المدرب شارف، وطالبوه بمواصلة مهمته، لكن دون أن يتلقوا منه موقفا واضحا حول مستقبله مع اتحاد الحراش.أما الفريق الثاني من الأوساط الرياضية الحراشية، فهو يتمنى انسحاب شارف من العارضة الفنية. وعلّل موقفه بالفشل الذريع الذي عرفه هذا المدرب في مسعاه لإثراء سجل النادي؛ حيث لم يحصل اتحاد الحراش على أي لقب تحت قيادته رغم الفترة الطويلة التي قضاها على رأس الفريق. كما يرى هذا الفريق من المناصرين أن شارف فشل أيضا في مجال سياسة التكوين التي يرتكز عليها دوما النادي الحراشي؛ إذ إن فريق الأكابر لهذا الموسم مشكَّل أساسا من لاعبين ساهم شارف بنفسه في استقدامهم من بعض النوادي، وتعيب عليه هذه الأوساط الرياضية قيامه بتهميش اللاعبين المكوَّنين في الفئات الصغرى للنادي.
قد يعوَّض بوعلي في العميد ولا شك أن الأسابيع القليلة القادمة ستوضح أكثرَ مستقبلَ بوعلام شارف مع اتحاد الحراش، لا سيما أن مصادر مؤكدة أسرت لنا أن شارف تلقّى منذ فترة اتصالات من مسيّري مولودية الجزائر، الذين يرغبون في أن يخوض فريقهم تجربة مع هذا التقني، الذي يرون في شخصه المدرب المناسب للعميد بعد أن أعجبهم العمل الذي أنجزه مع اتحاد الحراش. ويعزّز هذه الفرضية الانسحاب الرسمي للمدرب فؤاد بوعلي من العارضة الفنية، الحائز على لقب كأس الجمهورية هذا الموسم.