يترقب أنصار مولودية وهران بشغف كبير، انعقاد الجمعية العامة العادية للنادي الهاوي، المقررة مساء اليوم بدار الشباب ”معواد أحمد”، والتي يُتوقع أن تكون مكهربة وساخنة جدا، بحكم توتر العلاقة بين رئيس النادي الهاوي يوسف جباري المغضوب عليه من قبل الأنصار، ومعارضيه من أعضاء الجمعية العامة للنادي الهاوي، والذين يعتزمون خلع جباري من منصبه مهما فعل وناور ومهما كلفهم ذلك من ثمن، بعدما وقفوا كما يقولون على التسيير الكارثي لمن نصّبوه يوما وصفّقوا له طويلا، واعتبروه هو منقذ فريقهم الوحيد، وكذلك بعد انتفاضة الأنصار المتواصلة والمتصاعدة يوما بعد يوم ضد المسيّرين الحاليين، الذين يطالبون برحيلهم جميعا ونهائيا عن المولودية، بعدما استشعروا نسج سيناريو مماثل للسنوات الماضية وهم يعرفون نتائجه مسبقا. لكن ورغم كل هذه المعارضة الشديدة ضد بقائه في سدة قيادة فريقهم، لايزال يوسف جباري يناور ولا يريد ترك أمور تسيير المولودية إلا لمن يدور في فلكه. وتبين للمتتبعين والمحبين أن مصلحة المولودية هي آخر اهتماماته؛ إذ إن ما يهمه استنادا إلى تحركاته الأخيرة، هو قطع الطريق على كل غريم يريد خلافته، فبعد إعلانه بعد نهاية البطولة الاحترافية الأولى عن انسحابه من رئاسة مجلس إدارة الشركة الرياضية والنادي الهاوي معا، تراجع عن قراره، وأكد أنه باق إلى غاية نهاية عهدته الأولمبية عام 2016، لما علم أن غريمه الطيب محياوي في أحسن رواق، ليقفز إلى رئاسة النادي الهاوي. بعدها التفت للغريم الآخر بلحاج أحمد المعروف ب ”بابا”؛ حيث ضرب له موعدا أوّلا للالتقاء به حتى يساعده على تسوية بعض المشاكل الخاصة بالفريق دون التنحي من منصبه لكنه أخلفه، فعاد ليطلب الالتقاء به من جديد بعدما بلغت مسامعه أخبار عن لقاء محتمَل بين والي الولاية السيد عبد الغني زعلان و«بابا”، الهدف منه وقوف السيد الوالي على حقيقة ما صرح به صاحب أغلب الأسهم في الشركة حول نيته في العودة لقيادتها لكن بشرطين: الأول مساندة السلطات المحلية لشخصه بمساعدته معنويا وماليا، كما كانت تفعل دائما مع الرئيسين السابقين محياوي وجباري، وتلقّيه البطاقة البيضاء من أعضاء مجلس الإدارة، وعدم تدخّل الأطراف المعروفة ب ”التخلاط” للتشويش عليه، وماعدا ذلك فإن ”بابا” مستعد -استنادا دائما إلى تصريحات سابقة له - لإنقاذ المولودية، سواء بتوقيف نزيف تعدادها الذي لايزال في بدايته أو بتسوية مستحقات لاعبيها رغم ثقلها؛ إذ إن آخر لاعب فيها لايزال يدين بأجور أربعة أشهر، وهم يتأهبون لوضع ملفاتهم على طاولة لجنة فض المنازعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، حتى تستردّ لهم حقوقهم، ومن ثم تسرّحهم حتى يغيّروا الأجواء، هذا بالنسبة للاعبين الذين لاتزال عقودهم سارية المفعول، أما الذين انتهت مدتها، وعددهم عشرة، فمنهم من حدد وجهته فعلا، ولم يبق له سوى ترسيمها نهائيا كداغولو وكوريبة وبن يطو. أما الباقون ففي أحسن الأحوال، منحوا الإدارة مهلة تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام حتى تقوم بما يجب تجاههم وإلا فسيقتفون أثر من استعجلوا الرحيل عن فريق الحمري. وحتى المدرب عمر بلعطوي يريد معرفة مآله سريعا في المولودية، وقد يرحل في أي وقت، ويقبل أحد العروض العديدة التي تلقّاها بعد نجاحه في الإبقاء على ”الحمراوة” في حظيرة الكبار.
عبد الإله يعود لرئاسة الشركة وسوالمية للجنة الأنصار أما بالنسبة للرئيس جباري وأمام هذه المستجدات، فيريد ”ضرب عصفورين بحجر واحد”؛ الإبقاء على مقاليد تسيير المولودية بيده ولو بطريقة غير مباشرة بواسطة شخص يتبنى آراءه وتصرفاته؛ لذلك عيّن العربي عبد الإله رئيسا مؤقتا لمجلس الإدارة، ولم ينتظر هذا الأخير طويلا وشرع في اتصالاته لاستقدام بعض اللاعبين، وقد يمنحه جباري غلافا ماليا حتى يجسّده ميدانيا، كما إنه أعاد سوالمية بن يعقوب لرئاسة لجنة الأنصار بعد نهاية الموسم الكروي، وهو قرار فاجأ المتتبعين، كقرار تعيينه أحد أعضاء الجمعية العامة ناطقا رسميا، له الحق في التدخل في الجمعية العامة. وأمام كل ما يجري سرا وعلانية من أجل المآرب الشخصية، يبقى الأنصار ينتظرون الجديد، وتنفيذ الوعود التي قُدمت لهم من قبل السلطات المحلية لتخليص المولودية من معاناتها، علما أنهم أكدوا في مختلف وقفاتهم الاحتجاجية، أنهم يرفضون اعتلاء أي شخص لرئاسة فريقهم، ويريدون فقط رؤية مؤسسة نفطال تحتضن مولودية وهران، ومعها يأملون في عودتها للواجهة الكروية؛ فمن ستكون له الغلبة في مسلسل ”الحمراوة” الذي لا يريد أن ينتهي؟ الجواب عن هذا السؤال سيُعرف هذه الصائفة، وما الجمعية العامة للنادي الهاوي سوى خطوة على درب إيجاد المخرج المريح.