لم يتمكّن رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي من الاتفاق على عدد من الملفات المطروحة على القمة المنعقدة في "شرم الشيخ" بمصر، الأسبوع المنصرم، ولا بالخروج بقررات مفيدة لحل الأزمات الكثيرة التي تضرب القارة، في وقت استجدت على السطح مشاكل المياه والغذاء• وقد فشل زعماء الدول في الخروج ب "إعلان شرم الشيخ" مثلما كان مقررا له خلال الاجتماعات التحضيرية، أو القمم - إن صح القول - والتي خصصت لمناقشة ملفات أزمة الغذاء والسلم والأمن في إفريقيا، وملف المياه والصرف الصحي، واختتمت القمة، الثلاثاء المنصرم، بإصدار مجموعة من القرارات، أظهرت جليا مستوى الخلاف والشقاق الذي ميّز القمة الحادية عشر للاتحاد الإفريقي، وقد صرح الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية "حسام زكي" في ختام القمة، أن خلافات كثيرة حدثت في القمة، تتعلق أغلبها بالأزمة في "زيمبابوي" والحكومة الإفريقية، حيث أظهرت "بوتسوانا" البلد المجاور لزيمبابوي - طالبت أثناء المناقشات على لسان" مومباتي مرافهي" نائب رئيسها بإبعاد زيمبابوي من المنظمة الأفريقية، وكذلك من مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، فيما اعتبرت دول إفريقية أخرى، أن حضور "روبت موغابي" الرئيس الزمبابوي إلى القمة، يعني أنه رئيس شرعي• وقد دعت الأطراف المشاركة في القمة ال 11 للاتحاد الإفريقي، أطراف الأزمة في "زيمبابوي" ممثلة في الرئيس "روبرت موغابي"، وزعيم المعارضة "مورغان تسفانغيراي" لبدء الحوار من أجل إحلال السلام والاستقرار وتشكيل حكومة وحدة وطنية• وعن ملف السلم والأمن في القارة، دعت القمة الدول الأعضاء والشركاء بتقديم الدعم اللازم من حيث الموارد الفنية والمالية، بهدف الإنشاء الفعلي للقوة الإفريقية في 2010، طبقا لتوصيات المفوضية الإفريقية بهذا الخصوص، بناء على مؤتمر وزراء الدفاع والأمن الأفارقة• فيما بقي تشكيل حكومة إفريقية محل خلاف كبير بين دول مؤيدة للفكرة، وأخرى لا ترى فيها ضرورة مستعجلة، وعلى رأسها الجزائر التي فضلت منح الأولوية لإقرار السلم والأمن في القارة، ومواجهة المشاكل الراهنة أهمها مشكلة الغذاء، والتي دعا رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" في مشاركته في أشغال القمة ال 11 للاتحاد الإفريقي، إلى دعم الدول الكبرى في قمة "هوكايدو" باليابان- بمشاركة رئيس الجمهورية - المقررة هذا الأسبوع لإفريقيا، من أجل تجاوز أزمة الغذاء وزيادة الإنتاج، فيما تقرر حسب "حسام زكي" تأجيل ملف الحكومة الإفريقية إلى القمة القادمة، وتخصيص يوم كامل لمناقشته، في انتظار تحديد تاريخ القمة العربية الإفريقية الثانية التي اقترحت مصر استضافتها• واتفق أيضا في ختام القمة على وضع إستراتيجية لمكافحة "العطش" في القارة، وتوفير المياه الشروب لكل سكانها، مع توفير خدمات الصرف الصحي، كما تقرر إنشاء المنتدى الإفريقي للتنمية• وعن الأزمات والنزاعات الأخرى في القارة السمراء، أقرت القمة تمديد تفويض بعثة الإتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال 6 أشهر إضافية، وطالبت الدول الأعضاء بتوفير ما يلزم من القوات وغيرها من الأفراد لتمكينها من تحقيق أهدافها، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجيستى والمالي، لتسهيل نشر البعثة واستمرار عملياتها، فيما دعت إلى المزيد من الجهود لتسوية الأوضاع في جيبوتي واريتيريا والسودان•