لا تزال تداعيات أحدث سيد افني تلاحق السلطات المغربية التي لم تتمكن بعد قرابة الشهر من حدوثها من احتواء الوضع المتوتر في هذه المدينة الصغيرة المطلة على المحيط الأطلسي والذي ينذر بالانفجار في أية لحظة. وأفادت الصحافة المغربية الصادرة أمس أن مواجهات جديدة نشبت أول أمس الثلاثاء بين قوات الشرطة ومتظاهرين يقومون منذ 24 ساعة باعتصام مفتوح بحي بولعلام بسيد ايفني (770 كلم جنوبالرباط) حيث سجلت إصابة عدة أشخاص بجروح. و في هذا السياق أشارت يومية "المساء" المغربية استنادا إلى مصادر طبية أنه خلال مواجهات عنيفة دامت 20 دقيقة لإجبار متظاهرين في سيدي افني على مغادرة المكان أصيب 6 أفراد من عناصر الشرطة و7 متظاهرين بجروح من بينهم شخص أصيب بجروح بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى أغادير. وأضاف نفس المصدر أن الشرطة تواصل أبحاثها لتوقيف المتظاهرين الفارين، موضحا أن " الوضع يبقى متوترا بسيدي ايفني ويمكن أن ينفجر في أي لحظة" . وليس ذلك فقط فقد أشارت يومية المساء أن مئات الرجال والنساء خرجوا في مظاهرة لمساندة الشباب المعتصمين في مخيم نصب لهذا الغرض للمطالبة بإطلاق سراح السجناء الذين أوقفوا اثر أحداث الشغب التي جرت يوم 7 جوان الماضي عندما تدخلت الشرطة بالقوة من أجل إعادة فتح المدخل إلى الميناء الذي أغلق عقب حركة احتجاجية نظمها بطالون. من جهتها أوضحت يومية "المغربية" أن الشرطة أوقفت شخصين بتهمة المشاركة في اعتداء ارتكب ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الاخير ضد شرطي بشارع بسيدي ايفني. للإشارة فإن الشرطة المغربية كانت شنت حملة اعتقال واسعة في صفوف المتظاهرين في مدينة سيدي افني طالت حتى الحقوقيين المغاربة الذين نددوا بالتدخل التعسفي لعناصر الأمن لتفريق الشبان المتظاهرين والذين قاموا بتجميد حركة ميناء المدينة للتعبير عن غضبهم عن عدم حصولهم على مناصب عمل بهذا الميناء. وكان هؤلاء الحقوقيون لم يستبعدوا سقوط قتلى في أحداث ال7 جوان الماضي وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عن إعطاء الأوامر لعناصر الشرطة للتدخل بوحشية ضد المتظاهرين.