المتظاهرون يطالبون بمعاقبة أعوان الأمن المتورطين في التجاوزات شارك قرابة 10 آلاف متظاهر من سكان مدينة سيدي افني الواقعة على بعد 770 كلم جنوب العاصمة المغربية الرباط في اكبر مسيرة احتجاجية تعرفها هذه المدينة الصغيرة احتجاجا على التجاوزات الخطيرة التي اقترفتها قوات الامن المغربية ضد السكان المتظاهرين خلال احداث الاسبوع الاول من الشهر الجاري. وخرج المتظاهرون الى شوارع المدينة تلبية لدعوة من الجمعية الحقوقية "أتاك المغرب" وبدعم من الأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات غير الحكومية و"قوافل التضامن" مع ضحايا المواجهات التي شهدتها المدينة يوم 7 جوان الماضي. واكدت مصادر اعلامية مغربية امس، أن متظاهرين قدموا من مختلف المدن المغربية الأخرى على متن حافلات تدفقوا على المدينة رغم الإشاعات التي تم الترويج لها والتي اكدت منع السلطات وصول قوافل الحافلات الى المدينة. ولكن قوات الامن المغربية التي مازالت تعزيزاتها تحاصر المداخل الرئيسة للمدينة لم تعترض على وصل آلاف المتظاهرين واكتفت بمراقبة المسيرة عبر أحياء سيدي إفني دون أن تغامر بالتدخل خوفا من انفلات الوضع من جديد. وجاب المتظاهرون أحياء سيدي إفني رافعين وهاتفين بشعارات طالبوا من خلالها بالإفراج عن شباب المدينة الذين تم اعتقالهم ووقف المطاردات ضد الفارين منهم الى الجبال المطلة على المدينة. بالاضافة الى كشف الحقيقة حول مصير المفقودين إلى جانب صور تكشف الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبت يوم ما اصبح يعرف ب "السبت الأسود". كما طالب المتظاهرون بمحاكمة مرتكبي التجاوزات من عناصر الأمن الذين تدخلوا بعنف يوم 7 جوان من أجل إعادة بعث النشاط في الميناء الذي شلت حركته لمدة عشرة أيام من طرف بطالين. وفي مسعى لتهدئة سخط السكان فقد لجأت السلطات المغربية إلى تعليق مهام ضابطين من القوات الشرطة. وشهدت المدينة يوم السابع من الشهر الجاري أعنف المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استعملت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي ضد المتظاهرين، بالإضافة الى انتهاكها لأدنى حقوق الانسان والتعذيب وانتهاك حرمات العائلات وسرقة كل ما عثروا عليه خلال مداهاماتهم لمنازل السكان بدعوى البحث عن متظاهرين. وأشارت يومية "المغربية" نقلا عن مناضلين بجمعية "أتاك المغرب"، أن عديد المهاجرين المغربيين المنحدرين من قبائل آيت باعمران قد تظاهروا اول امس العاصمة الاسبانية مدريد أمام سفارة المغرب تضامنا مع سكان سيدي إفني. وأضاف ذات المصدر أن جمعية "أتاك المغرب" طالبت أيضا بوقف المطاردات وإطلاق سراح مسؤولها المحلي ابراهيم بارة الذي اتهمه السلطات المغربية ب"تشكيل مجموعة إجرامية وتجمهر مسلح والعصيان المدني". وأوضح أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ستتجه خلال الأسبوع المقبل إلى مدينة سيدي إفني لاستقاء شهادات ضحايا أعمال الشغب. وفي بيان له أعلن المركز المغربي لحقوق الإنسان بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمناهضة التعذيب أنه يعتزم تنشيط ندوة صحفية الجمعة القادم بالعاصمة الرباط سيتم خلالها عرض "تقرير أولي حول الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وأعمال التعذيب التي ارتكبت خلال المظاهرات التي شهدتها مؤخرا مدينة سيدي إفني".