قدمه وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج، على أنه نابغة وأحد أشهر الأدمغة الجزائرية التي هاجرت إلى الخارج لمواصلة مشوارها الدراسي، إنه الأستاذ المحاضر بأكبر الجامعات الأمريكية في الفيزياء النووية، السيد شعيب صحراوي من ولاية تيارت، يقول انه من حاملي شهادة البكالوريا بالجزائر قبل أن يتنقل الى أمريكا لمواصلة الدراسة، ليتدرج ويصبح أستاذا في أربع مواد بالإضافة الى مستشار لدى عدد من المؤسسات الأمريكية الكبرى ومدير شركتين متخصصتين في الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة، ويقول الأستاذ الذي يزور الجزائر مرتين في السنة، أنه مؤمن بمقولة الرئيس الأمريكي الراحل كندي " لا تسأل عن ما يمكن أن يوفره لك بلدك، بل اسأل نفسك عن ما يمكن أن توفره أنت لبلدك ". ولدى اطلاع الأستاذ على محتوي البرنامج الوطني لاستقبال الجالية بالمهجر، أكد ل "المساء" أنها مبادرة حسنة من طرف الدولة، على أن تطبق على ارض الواقع.. مبديا نيته في التعامل مع الحكومة الجزائرية والجامعات للاستشارات الاقتصادية.. كما طالب الأستاذ من الوزارة الإسراع في تفصيل البرامج، خاصة الاقتصادية منها والثقافية، كون الجالية الجزائرية في المهجر حاليا في أَمس الحاجة إليها، على أن يتم إشراك الجالية في النقاشات واللقاءات المستقبلية للتعرف على انشغالاتها والاطلاع على الاقتراحات. الأستاذ صحراوي أكد أن الجالية الجزائرية المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أغلبها من فئة العلماء والأساتذة الجامعيين، الذين لهم مكانة هامة في وسط المجتمع الأمريكي ولهم نية قوية في العودة الى ارض الوطن للتعامل مع الجامعات الجزائرية.. علما أنهم من خرجي المدارس الجزائرية، ومنه يجب توفير المناخ الملائم لعودة الأدمغة وتسهيل كل الإجراءات الإدارية. مشيرا في ذات السياق، الى أن تخصيص وزارة للجالية وإعداد برنامج وطني لاستقبالها يعد مبادرة واهتماما من الحكومة الجزائرية بأبنائها في المهجر، مثل ما هو معمول به مع باقي الدول العربية، التي تولي اهتماما خاص بالجالية، على عكس الجزائر، حيث يضطر مثلا المهاجر لقطع مسافات طويلة قبل بلوغ أول قنصلية، بالإضافة الى ارتفاع سعر التذاكر وصعوبة الحصول على الوثائق الإدارية، وكلها عراقيل يعاني منها المهاجر الجزائري في بلاد الغربة، لكن خطوات الحكومة الجزائرية توحي بالجديد بخصوص التكفل بالجالية، على أن تطبق كل القرارات على أرض الواقع في أقرب الآجال. من جهة أخرى، أكد العالم الجزائري أن تطبيق البرنامج يجب أن يسايره تغيير في ذهنية الجزائر في التعامل مع السياح عامة والمهاجرين خاصة، ويقول في هذا الصدد أنه اصطدم أكثر من مرة بالتجاهل من طرف الإداريين، سواء بالمطارات أو الموانئ، حيث لا يحظي المهاجر بأي اهتمام ولا يسمع إلا مقولة واحدة من الكل، وهي " ما هو إلا جزائري "، وهو ما يعني انه لا يجب إجهاد النفس فالتعامل معهم لن يكون مصطنعا، وهو ما يؤثر فعلا على صورة الجزائر، خاصة إذا تعلق الأمر بأستاذ جامعي معروف في أمريكا ومعه أحد أصدقائه من الخبراء الأمريكان، الذي يودون زيارة الجزائر بعد أن حدثتهم عنها لساعات طويلة للمشاركة في احدي الملتقيات، وعليه، فإن الاستقبال الجيد على مستوى المطارات والموانئ يعتبر نقطة أساسية واستعجالية. مؤكد في ذات السياق، أن تعامله المستمر مع الخبراء والعلماء جعله يختار من يتحاور معه، حيث يقول الأستاذ صحراوي " كل من أتعامل معه يجب أن أكون على علم مسبق بسيرته الذاتية قبل أن أقرر فتح النقاش معه، وإذا تأكدت أنني لن أستفيد من معارفه فلن أضيع وقتي في الحديث معه ".