أشاد فنانون وسينمائيون يوم الأربعاء بمناقب وخصال كل من الفنان علي معاشي والممثل محمد التوري والمخرج الفرنسي روني فوتي الذين ساهموا بأعمالهم الفنية خلال الثورة التحريرية الجزائرية. وعشية الاحتفال باليوم الوطني للفنان المصادف للثامن من شهر جوان إلتقى عدد من الفنانين و رجال السينما بمقر جريدة المجاهد من أمثال المخرج عمار العسكري و المثليين فريدة صابونجي وسيد علي كويرات الذين جاءوا بدعوة من جمعية مشعل الشهيد. واستحضرت الممثلة فريدة صابونجي التي عايشت أهم محاطاتها الفنية مع علي معاشي ومحمد التوري ذكرياتها بكثير من الحزن و الحنين لتلك الايام حيث روت كيف التقت بزملائها الذين تقاسموا معها العمل في الاذاعة وعلى خشبة المسرح بالرغم من الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها أيام الاستعمار الفرنسي. وقالت صابونجي ان علي معاشي عرفته قبل اندلاع الثورة التحريرية حيث كان يعمل تقني بالاذاعة غير ان الظروف فرقتهما عندما زج به إلى السجن كونه تغنى بالوطن حيث اقتاده الاستعمار الفرنسي عبر شوارع مدينة تيارت قبل ان يعدم في ساحة كارلو سابقا سنة 1958. أما عن الممثل محمد التوري قالت الممثلة أنها عرفته سنوات 1946 و 1947 عندما كانت في الاذاعة الصبيانية حيث عملت معه على الركح مع فرقة محي الدين بشطارزي . ومن بين الاعمال المقدمة "كيد النسا كيدين" و "دولة النساء" كما تحدثت عن مسيرته النضالية ومواقفه الوطنية التي ازعجت سلطات الاحتلال الفرنسي واعتقاله وتعذيبه إلى غاية وفاته سنة 1959. وتحدث الممثلان سيدعلي كويرات وزهيرعبد اللطيف عن أصدقاء المهنة والكفاح ومساندتهما للقضية الجزائرية.
وأبرز مخرج فيلم "دورية نحو الشرق" عمار العسكري أعمال المخرج الفرنسي روني فوتي الذي لا يزال على قيد الحياة وساند القضية الجزائرية عبرعدسة كاميراته حيث سجل العديد من الافلام الوثائقية التي أظهرت للرأي العام العالمي بشاعة الاعمال الوحشية للاستعمار الفرنسي في مستعمراتها من بينها "افريقيا 50" و"فيلم الجزائر امة" في 1957 برفقة المخرج الفرنسي بييركليمون وكذا "فيلم جيش التحرير الوطني في القتال" ا وفيلم "الجزائر تلتهب" الذي صوربشوارع العاصمة خلال سنتي 1956-1957 وتم تحميضه في ألمانياالشرقية سابقا. وقال المخرج السينمائي أحسن عصماني صاحب فيلم "روني فوتي رجل السلم" الذي قام بانتاجه سنة 1999 حيث يروي حياة الرجل أن فوتي " صاحب الافلام الملتزمة وصديق الجزائر رجل مناضل أعطى كل معرفته في مجال السينما و الاخراج لأبناء الجزائر ولم يبخل بشيء من أجل رؤية الجزائر مستقلة" مضيفا أن "بالرغم من الاعتقالات التي تعرض لها وكذا الافلام التي منعت بفرنسا إلى غاية 1978 واصل المخرج مساندته للشعوب المضطهدة". وحظي الفنانون الحاضرون بتكريمية من خلال توزيع شهادات شرفية عرفانا لما قدموه للسينما وعلى الساحة الفنية والثقافية عموما.