وهيبة منداس ينظم معهد التاريخ بجامعة باريس الأولى يومي 4 و5 سبتمبر الجاري يومين دراسيين حول الإشكاليات التاريخية والجمالية والإرثية التي تثيرها أفلام المخرج الفرنسي الشهير رونييه فوتييه وستتمحور أشغال اليوم الأول مشكلة الوصول إلى الوثائق التي تؤدي إلى عمل فني ذو بعد وتدخل اجتماعي ودور إخفاء الشهود والأفلام والنسخ والأرشيف في بناء الرؤية الفنية وبناء كتابة جديدة للتاريخ الرسمي وعملية نقله للأجيال القادمة وسيكون اليوم الثاني مخصص لدراسة وتشريح الجانب الجمالي للأفلام التي أنجزها المخرج روني فوتييه. وقد بدأت الخطوات الأولى للسينما الجزائرية مع انطلاقة الثورة الجزائرية، لتؤدي دورا نضاليا ، حيث أسس جيش التحرير الوطني أول مدرسة للتكوين السينمائي للثورة الجزائرية بجبال الأوراس بالشرق الجزائري سنة 1957، بإشراف المخرج الفرنسي المحتفى به روني فوتييه وأحد أنصار جبهة التحرير الجزائرية وهو مخرج الجزائر تحترق عام 1959. بقوة وافتخار اعترف المخرج الفرنسي روني فوتييه أن التحاقه بالمجاهدين على أرض المعركة نابع من إيمانه بعدالة قضيتهم وضرورة تصوير الوجه الآخر لفرنسا الاستعمارية. المخرج روني فوتيي مناضل ومثقف نبيل اختار طريق المصاعب واستعمل الكاميرا والصورة سلاحا لفضح الاستعمار والاستبداد بكل أشكاله في إفريقيا، وخصوصا في الجزائر، وبدا كفاحه بداية الخمسينيات وهو شاب لعد تخرجه من المعهد العالي للسينما، حيث فر بالكاميرا في إفريقيا ليقف إلى جانب الضعفاء والعمال والشعوب المكافحة. وقد أنجز فوتييه مئات الآلاف من الأفلام، في الجزائر كما كان على علاقة وطيدة بقادة الثورة، أمثال عبان رمضان، وكون العديد من جنود جيش التحري في السينما والكاميرا، واخرج عام 1958 فيلم الجزائر تحترق، عرف فيه العالم معاناة وكفاح جيش التحرير الوطني، وأصيب ريني فوتيي في حرب الجزائر برصاصة، ومازال في رأسه حتى اليوم جزء من الكاميرا.