بمرور الجزء الأكبر من بطولة الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس" لكرة القدم بات المدرب الأجنبي يسيطر على المنافسة، وذلك باحتلال ثلاثة أندية، يشرف عليها مدربون من جنسية غير جزائرية، لمقدمة الترتيب. ويتعلق الأمر بالمتصدر، اتحاد الجزائر، الذي يدربه الفرنسي تييري فروجي، وملاحقه شبيبة القبائل بقيادة الفرنسي الآخر فرانك دوما، بالإضافة إلى صاحب المرتبة الثالثة شباب قسنطينة تحت إشراف مواطنهما، دونيس لافان، وغير بعيد عنهم في الصف الخامس، زميلهم البرتغالي فرانشيسكو شالو، في نادي بارادو. ومن لقاء لآخر، تمكنت هذه الأسماء من وضع فرقها على السكة الصحيحة، فمنها من راح يسيطر على البطولة منذ بداية الموسم، ومنها من التحق بالنادي في منتصف الطريق وتمكن من تصحيح الأوضاع. أثبتوا على أن سياسة الاستقرار صنعت نتائج ايجابية وأثبت هؤلاء المدربون على أن سياسة الاستقرار صنعت نتائج ايجابية، انطلاقا من التحضيرات والشروع في عملهم قبل انطلاق الموسم، بغض النظر عن بعض التعثرات العابرة، على عكس الفرق التي تغير دوريا العارضة الفنية وتقيل مدربيها بسرعة، مما يؤثر على مردود الفريق. ثقة عمياء في فروجي بالنسبة لاتحاد الجزائر، فإن الأهداف المسطرة كانت واضحة من البداية من قبل المدير الرياضي عبد الحكيم سرار، والمتمثلة في اللعب على الأدوار الأولى. فرغم فقدان أصحاب اللونين الاحمر والاسود لثلاث جبهات (كأس الكنفيدرالية الافريقية، كأس العرب و كأس الجزائر)، إلا أن الإدارة جددت ثقتها في المدرب الفرنسي حفاظا على سياسة الاستقرار ، مثلما يؤكده مسؤولو النادي عقب كل مواجهة. وهو ما أثمر سيطرة تشكيلة "سوسطارة" على الأوضاع منذ بداية الموسم، حيث تتصدر المشهد الكروي باحتلالها للمركز الاول بقيادة فروجي ب41 نقطة، وها هي الآن تعمق الفارق عن ملاحقها إلى خمس خطوات. دوما يعيد القبائل الى الواجهة وراء الفريق العاصمي، تأتي شبيبة القبائل، الفريق الأغنى من ناحية الألقاب الوطنية والقارية، بقيادة المدرب الفرنسي فرانك دوما، والذي تمكن من الحفاظ على مركز الوصافة والابتعاد عن اقرب ملاحقيه بخمس نقاط. و إضافة إلى النتائج الجيدة التي يحققها النادي القبائلي داخل وخارج الديار، فإن لاعبي "الكناري" باتوا يقدمون كرة جميلة أثارت إعجاب المختصين وعشاق "الساحرة المستديرة" على حد سواء. كما أثمرت سياسة التشبيب التي اتخذتها الإدارة، عن انتعاش في اللعب وخلق تنافس بين اللاعبين فوق الميدان وخلال التدريبات من أجل لفت أنظار المدرب دوما. من يوقف قطار السنافر مع لافان ؟ أما بالنسبة لشباب قسنطينة، فبعد البداية المتعثرة مع المدرب السابق عبد القادر عمراني، باتت تشكيلة "سيرتا" تحقق الانتصار تلو الآخر، وذلك منذ تعيين التقني الفرنسي دونيس لافان على رأس العارضة الفنية بداية ديسمبر الفارط. فمنذ إشراف هذا الأخير على زملاء القائد وليد بن شريفة، سجل الفريق الأخضر والأسود 12 انتصارا متتاليا، كما تعود آخر خسارة له، في جميع المنافسات، الى تاريخ 15 نوفمبر أمام اتحاد الجزائر لحساب الجولة ال15 من البطولة. كما عاد النادي القسنطيني بفوز كبير (4-0) يوم الاثنين من سيدي بلعباس أمام الاتحاد المحلي، أثبت به قوته ونيته في اللعب على الأدوار الأولى، علما أنه حامل لقب بطولة الموسم الماضي. بارادو تزاحم الكبار مع شالو وغير بعيد عن شباب قسنطينة، فإن نادي أتليتيك بارادو حقق الاستفاقة بعد بداية متذبذبة بقيادة البرتغالي فرانشيسكو شالو، الذي شرع في التحضيرات منذ بداية الموسم. فمنذ بداية الموسم الجاري، حقق "الباك" 11 انتصارا، ثمانية في البطولة و ثلاثة في منافسة الكأس، حيث تعود آخر هزيمة سجلها النادي العاصمي إلى الجولة ال16 من الرابطة الأولى أمام الجار مولودية الجزائر (0-1)، بتاريخ 5 جانفي الفارط. ومن يومها، لم تسقط تشكيلة "الأكاديمية"، بل عادت بانتصارات وتعادلات من خارج ميدانها، حيث أطاحت بأولمبي المدية على أرضه (1-0) وفرضت التعادل السلبي على شباب بلوزداد بملعبه، علاوة على أنها لم تترك الفرصة لأحسن الفرق الوطنية عندما استضافتها، فبعد الفوز على وفاق سطيف (1-0)، أطاحت بصاحب المركز الثاني شبيبة القبائل (2-0) في مباراة أبدع وأمتع فيها زملاء نعيجي مسجل الهدفين. وبفضل الاستقرار، ارتقى نادي بارادو تدريجيا في سلم الترتيب، حيث يتواجد في الصف الخامس ب30 نقطة، بفارق خطوة واحدة عن صاحبي المركزين الثالث والرابع شباب قسنطينة و مولودية الجزائر (31ن) المنقوصين من مباراة لكل منهما. ويرى الكثير من المتتبعين أن الاستقرار على العارضة الفنية يؤتي أكله، كما أن سياسة الاعتماد على خبرة المدرب الأجنبي تعطي ثمارها كونهم أثبتوا كفاءتهم إلى حد الآن على الميدان وأبطلوا الادعاءات التي تقول أنهم لا يقدمون اللمسة المنتظرة منهم ، فيما راح بعض المحللين والأنصار يتهمهم بالقدوم للعمل في الجزائر من أجل ربح الأموال وملء السير الذاتية فقط .