قدم ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة الدكتور سيدي محمد عمار عرضا عن الوضع في الصحراء الغربية ، وذلك خلال اليوم الثاني من الحلقة الدراسية الإقليمية التي تنظمها اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة . وأكد سيدي محمد عمار أن مسألة الصحراء الغربية كإقليم غير متمتع بالاستقلال الذاتي هي قضية تصفية استعمار واضحة المعالم وفقاً لقرارات الجمعية العامة التي تُعد الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة المسئول عن مسائل تصفية الاستعمار. ولذلك – يضيف الدبلوماسي الصحراوي – ينبغي أن تتحمل الأممالمتحدة، ودون مزيد من التأخير، مسؤوليتها تجاه شعب الصحراء الغربية وهي المسؤولية التي يُعاد تأكيدها كل عام في قرارات الجمعية العامة بشأن هذه المسألة. بيد أن عملية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية قد توقفت بنحو عنيف بسبب الغزو العسكري واحتلال المغرب للإقليم في 31 أكتوبر 1975، وهو ما استنكره مجلس الأمن والجمعية العامة بطريقة لا لبس فيها. إن قرار مجلس الأمن 380 المؤرخ 6 نوفمبر 1975 وقراري الجمعية العامة 34/37 المؤرخ 21 نوفمبر 1979 و35/19 المؤرخ 11 نوفمبر 1980 تشهد كلها على هذه الحقيقة. وبناء عليه، فإن وجود المغرب في الصحراء الغربية هو احتلال عسكري غير شرعي، وهذه حقيقة ثابتة على الرغم من الجهود العقيمة التي تبذلها قوة الاحتلال المغربية والمدافعين عنها لإقناع اللجنة وغيرها بشيء آخر مختلف مستخدمة لهذا الغرض كل أنواع التحايل والتضليل وغيرها من الأساليب المضللة والملتوية. وأضاف ممثل جبهة البوليساريو بنيويورك "اسمحوا لي أن أقولها بصوت عالٍ وواضح. إن النزاع في الصحراء الغربية ليس حرباً طائفية أو عرقية أو أهلية. إن النزاع في الصحراء الغربية، المطروح أيضاً أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو نزاع دولي بين طرفين محددين بشكل واضح. جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي لشعب الصحراء الغربية من ناحية والمغرب الذي يحتل بقوة الإقليم من ناحية أخرى. وأشار الدبلوماسي الصحراوي إن استمرار الاحتلال المغربي وضمه غير الشرعي لإقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار، الذي استنكرته الجمعية العامة بطريقة لا لبس فيها، هو السبب الرئيسي للنزاع الطويل الأمد في الصحراء الغربية. وفي واقع الأمر، فإن محاولات المغرب المفضوحة للاستحواذ على السيادة على إقليم خاضع لتصفية الاستعمار ومدرج في جدول أعمال هذه اللجنة تظل هي العقبة الرئيسية أمام إنهاء الاستعمار من الإقليم. كما أنها تمثل أكبر عائق أمام إحراز التقدم في عملية السلام الجارية التي تقودها الأممالمتحدة بهدف التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لمسألة الصحراء الغربية. واعتبر سيدي محمد عمار استمرار هذه اللجنة في تناول الوضع في الصحراء الغربية، بناء على طلب الجمعية العامة، هو دليل على أن عملية إنهاء الاستعمار من الإقليم لم تتم بعد، وعلى أن حق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال غير قابل للتفاوض وأنه لا يمكن تجاوزه من خلال الواقع الاستعماري الحالي الذي خلقته قوة الاحتلال المغربية في الإقليم من خلال احتلالها وسياساتها الاستيطانية والقمعية. وبالتالي فإن سبيل المضي قدما في عملية تصفية الاستعمار من إقليم الصحراء الغربية أمر واضح ولا لبس فيه إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لدعم مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة بشأن هذه القضية. إن كل ما هو مطلوب هو إنهاء الاحتلال المغربي غير الشرعي للإقليم وإعطاء شعبه الفرصة لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية وديمقراطية.