أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس الاثنين بالجزائر العاصمة ان النشاط الإرهابي في المنطقة المغاربية يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار الجهوي. واضاف الوزير في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح اشغال اجتماع مجلس وزراء خارجية بلدان المغرب العربي أن "الأخطر من ذلك ان هناك ارتباط وثيق بين الجماعات الارهابية والشبكات الاجرامية" مشيرا الى ان كل طرف "يتغذى من الآخر". وأكد الوزير على "الاخذ بعين الاعتبار" الأوضاع الأمنية بالمنطقة "خاصة منها تلك السائدة في مالي والتي تنعكس بشكل مباشر على البلدان المجاورة" مشيرا في هذا الإطار الى ان "الشراكة تبقى السبيل الأمثل للتعاون". وتابع الوزير قائلا انه "في نفس الوقت لا يمكن غض الطرف على ظاهرة تبييض الأموال التي استفحلت بدورها في المنطقة وأصبحت تنخر اقتصادياتنا وتساهم بطريقة او بأخرى في دعم الإرهاب والجريمة المنظمة". وأشار الى انه "امام هذه الأوضاع" يجدر ببلدان المغرب العربي "وضع الأطر الكفيلة للتعاون والاتفاق على جملة من التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع هذه الآفات وتعزيز القدرات المتوفرة لضمان الأمن والاستقرار". وعلى هذا الأساس -يضيف مدلسي- فان هذه البلدان مدعوة الى وضع "مقاربة مشتركة لمحاربة هذه التهديدات التي لا تستهدف دولة واحدة وانما تستهدف كافة أقطار المغرب العربي". واستطرد مدلسي انه من اجل "تاكيد هذه القناعة فاننا نصبوا الى المشاركة الفعالة لكافة الدول المغاربية في المؤتمر الثاني للشراكة والامن والتنمية المزمع عقده في الاشهر القليلة القادمة والذي يأتي بعد مؤتمر الجزائر المنعقد سنة 2011".
يجب التوصل الى تصور مشترك حول التحديات الأمنية بالمنطقة وفي إطار ذي صلة شدد مدلسي على وجوب تركيز الجهود "على ضرورة التوصل الى إعداد تصور مشترك حول التحديات الأمنية بالمنطقة من خلال تعزيز الترابط بين بلداننا ووضع الآليات الملائمة للتعاون العملياتي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان وتبييض الأموال". كما حث على اهمية "تعزيز" التعاون القانوني والقضائي و"تفعيل" الاتفاقيات الموقعة بين البلدان المغاربية و "العمل على تأمين حدودنا المشتركة وحمايتها من هذه المخاطر التي اصبحت تؤرق دولنا وتستنزق قدراتها". واضاف ان اجتماع مجلس وزراء خارجية المغرب العربي سيشكل "منطلقا هاما نحو تعزيز الامن والاستقرار في منطقتنا ويساهم في تدعيم التعاون الامني بين دولنا التي تعاني من نفس التحديات" مبرزا انه "لايمكن تصور أمن دائم ومشترك بدون تنمية ولا تنمية بدون استقرار". من جهة أخرى أكد مدلسي ان سعي الجزائر الى التركيز على موضوع التعاون الأمني في منطقة المغرب العربي ينطلق من وعيها بان مسالة استتباب الامن في المنطقة هي مسؤولية الجميع". واضاف ان ذلك "يستلزم منا تظافر جهود الجميع لاقامة تعاون مغاربي حقيقي وفعال في هذا المجال خاصة امام تنامي ظاهرة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للاوطان بما فيها الاتجار غير المشروع بالاسلحة والمخدرات والبشر وكذلك تبييض الاموال بمختلف اشكاله.
الاوضاع الامنية محل اهتمام الجزائر مع انتشار الاسلحة والشبكات الاجرامية و اوضح انه من هذا المنطلق "يجب الاقرار ان الاوضاع الامنية في المنطقة المغاربية لا تزال محل اهتمام سلطاتنا خاصة في ظل انتشار الاسلحة وتزايد الشبكات الاجرامية التي اضحت تشكل خطرا على امن منطقتنا". واكد مدلسي ان هذا الوضع سيتوجب من البلدان المغاربية "تكييف التنسيق والتعاون ومضاعفة الجهود وتسخير امكنياتها وقدراتها لمواجهة الاخطارالمحدقة بها". وقال في هذا الاطار ان بحث اشكالية الامن في منطقة المغرب العربي والخروج بالتدابير الملائمة "ليس حكرا على منطقتنا بل انه يندرج في اطار الجهود الدولية الهادفة الى ارساء الامن لا سيما تلك المبذولة من قبل الاممالمتحدة في سياق استراتيجيتها المتعلقة بمكافحة الارهاب والجريمة في المنطقة". و يذكر ان اشغال الاجتماع وزراء خارجية بلدان الاتحاد المغاربي تستمر في جلسة مغلقة بمشاركة الدول الاعضاء في الاتحاد المغاربي (الجزائر وتونس و المغرب وموريتانيا وليبيا). و ينعقد هذا اللقاء بمبادرة من الجزائر. كما ياتي تنفيذا لقرار مجلس وزراء الشؤون الخارجية المنعقد بالرباط (المغرب) يوم 18 فيفري الماضي.
الاجتماع يعمل على بلورة رؤية متكاملة و متجانسة لتعاون مغاربي من جهة أخرى أكد مراد مدلسي، أن اجتماع مجلس وزراء خارجية دول المغرب العربي المنعقد أمس الاثنين بالجزائر العاصمة سيعمل على "بلورة رؤية متكاملة و متجانسة لتعاون مغاربي يقوم على أسس جدية و فعالة". و قال الوزير في افتتاح هذا الاجتماع، أن المشاركين سيعملون جاهدين على "تشخيص المخاطر الأمنية التي تهدد الأمن بمنطقة المغرب العربي و الخروج بمفهوم موحد للتهديدات التي تشكل مصدر الخطر و العمل على بلورة رؤية متكاملة و متجانسة لتعاون مغاربي يقوم على أسس جدية و فعالة". وقال مدلسي ان هذا الاجتماع الهام الذي يتطرق لإشكالية الامن في المنطقة يعتبر الاول من نوعه مما يعني ان "هناك رغبة عميقة و إرادة صادقة لمناقشة و معالجة مختلف التحديات الأمنية التي يواجهها فضاؤنا المغاربي". وشدد مدلسي على اهمية الاخذ بعين الاعتبار متطلبات المرحلة و هو كما اضاف، "ما يفرض علينا المزيد من الجهود بتعزيز تعاوننا الثنائي و الاقليمي لمواجهة التحديات الراهنة". وتجري أشغال هذا الاجتماع المنعقد بمبادرة من الجزائر بمشاركة الدول الاعضاء في الاتحاد المغاربي (الجزائر وتونس و المغرب وموريتانيا وليبيا) تنفيذا لقرار مجلس وزراء الشؤون الخارجية المنعقد بالرباط (المغرب) يوم 18 فيفري المنصرم.