لايزال العديد من سكان الأحواش المتواجدة ببلدية تسالة المرجة يتخبطون في معاناة حقيقية، حيث أن هذه الأخيرة لا تبعد عن بعضها البعض إلا بمسافة 3 إلى 4 كيلومتر، وفي السياق ذاته أبدى هؤلاء استياءهم الشديد من الوضع المتدهور الذي يعيشونه بسبب نقص المراكز الصحية و وسائلها ، حيث يقوم مستوصف واحد بتغطية 4 أحواش، و هذا غير كاف ، إذ لا يمكن لطبيب واحد أن يغطي جميع حاجيات السكان، كما أن هذا المستوصف لا يحتوي إلا على طبيب واحد عام وممرضين يعملون بطاقات إضافية لعلاج أكبر قدر ممكن من المرضى• وقد لاحظنا طوابير من النساء والرجال أمام المستوصف ينتظرون دورهم في العلاج مقابل 50 دينارا، وذلك بسبب عدم توفر قاعات الانتظار، و صغر حجم القاعة الوحيدة المتوفرة، و كان معظم المرضى من كبار السن الذين يعانون الأمراض المزمنة كالسكري، و الضغط، و الربو، وهي أمراض خطيرة تستدعي التدخل العاجل للطبيب قبل حدوث مضاعفات، غير أن هذا الطبيب الوحيد الذي لم نتمكن من مقابلته بسبب انشغاله، لا يمكن تلبية جميع طلبات المرضى، و في المقابل اشتكت الممرضة من نقص المعدات الطبية و الأدوية، خاصة المتعلقة بالحالات الاستعجالية، و من جهة أخرى لا يتوفر المستوصف على سيارة إسعاف، مما يجعلهم في حالة حيرة، تدفع بالطبيب إلى الاستعانة بسيارته الخاصة لنقل الحالات الخطيرة إلى مستشفى بئر توتة• و قد أكد محدثونا أنها تعمل في ظل ظروف صعبة و قاسية، و بوسائل و معدات طبية غير كافية، كما أكدت على ضرورة تحسين الخدمات على مستوى قطاع الصحة، و ذلك بتوفير سيارة إسعاف و المطالبة بتوفير مستوصف لكل حوش، و بهذه الطريقة سيتم تخفيف الضغط عليهم من جهة، والتكفل بالجانب الصحي، للسكان من جهة أخرى، خصوصا و أن المناطق النائية حسبها تعرف بانتشار الكثير من الأمراض، بسبب قلة التوعية و التهميش و اللامبالاة، في حين أعرب بعض المواطنين عن مدى المتاعب و حجم المعاناة من التهميش و العزلة التي فرضت عليهم من طرف السلطات المحلية في شتى الضروريات و شروط الحياة الكريمة لاسيما المراكز العلاجية المحتشمة على مستوى إقليم البلدية مما جعل هؤلاء السكان يدخلون في دوامة و نفق مظلم بسبب انعدام وسائل العتاد الطبي والأدوية و غيرها من وسائل العلاج، الأمر الذي جعلهم يدفعون الثمن غاليا خصوصا بعد قطع مسافات طويلة من أجل الخضوع للعلاج أو حتى أبسط الإسعافات الأولية غير متوفرة على غرار الضمادات و غيرها من المستلزمات الطبية، و يتساءل هؤلاء أين مصالح مديرية الصحة و السلطات الوصية للوقوف على حجم المعاناة و حرمانهم من حقهم الشرعي في العلاج مثل باقي المواطنين، و أمام هذا النقص الفادح يستغيث السكان القاطنون بالأحواش بالسلطات الوصية على رأسها وزارة الصحة لإنجاز مراكز صحية على مستوى هذه المنطقة التي تضم أربعة أحواش، و هذا لانتشالهم من العزلة و الحرمان المفروضين عليهم•