افتتحت بوسط مدينة سيق (ولاية معسكر) معارض تبرز تاريخ مقاومة الأمير عبد القادر للجيش الاستعماري الفرنسي وذلك في إطار البرنامج الثقافي والفني المرافق لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 من 25 يونيو إلى 6 يوليو 2022 حسبما لوحظ. وتتضمن هذه المعارض المنظمة من طرف مديرية الثقافة و الفنون عرض ملصقات مرفقة بصور تسلط الضوء على المعالم الأثرية التي تؤرخ لفترة مقاومة الأمير عبد القادر ضد الجيش الاستعماري الفرنسي منها "دار القيادة" و"محكمة" مؤسس الدولة الجزائرية و "الزمالة" التي تعد العاصمة المتنقلة لهذه الشخصية التاريخية ببلدية سيدي قادة فضلا عنى شجرة الدردارة ببلدية غريس. كما تشتمل هذه التظاهرة التي تتواصل طيلة منافسات الألعاب المتوسطية وهران 2022 على عرض 30 لوحة زيتية تبرز المسيرة النضالية للأمير عبدالقادر و كذا حياته في المنفى في الفترة من 1848 إلى 1883 إلى جانب عدد من المجسمات الفنية ذات صلة بفترة قيادة الأمير للدولة الجزائرية المعاصرة منها مجسم يبرز مبايعته أمام شجرة الدردارة بغريس بتاريخ 27 نوفمبر 1832. وشهدت هذه المعارض إقبال الزوار ملفتا للنظر لاسيما من فئة الشباب الذين جاءوا لاكتشاف المسيرة النضالية البطولية للأمير عبد القادر و منهم الشاب محمد و هو طالب بجامعة معسكر الذي يهتم كثيرا بتاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة و يتابع بشغف كل التظاهرات التي تقام تمجيدا لهذه الشخصية التاريخية. وللإشارة يتضمن البرنامج الثقافي و الفني المرافق لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 و الذي يستهدف مدينتي سيق و معسكر العديد من الفقرات و الأنشطة الثرية منها معارض لأعلام المنطقة و المنتوجات الحرفية التقليدية وكذا عرض لكتب تبرز التراث الثقافي المحلي و تاريخ الأمير عبد القادر فضلا عن إقامة أبواب مفتوحة حول المعالم الأثرية و التاريخية للجهة. كما يتضمن هذا البرنامج الذي سيتواصل طيلة أيام منافسات الألعاب المتوسطية تقديم استعراضات فلكلورية و إقامة سهرات فنية في مختلف الطبوع الغنائية والموسيقية من تنشيط فرق فنية ثقافية محلية إضافة إلى تقديم عروض مسرحية للكبار لجمعيات ثقافية بالولاية و عرض أفلام سينمائية جزائرية و تنظيم محاضرات وندوات فكرية. **ومتحف زبانة بوهران يقيم معرض "حضارة الجزائر ما قبل التاريخ" يبرز معرض "حضارة عصور ما قبل التاريخ الذي افتتحت فعالياته بالمتحف العمومي الوطني "أحمد زبانة " بوهران تزامنا مع الدورة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط ، تألق الأسلاف الذين صنعوا الحضارة الجزائرية ونشروا أولى الثقافات الإنسانية. وقد جرت مراسم تدشين هذا المعرض المنظم بمناسبة الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب بحضور مستشارة وزارة الثقافة والفنون قدوري فتيحة ومدير المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ حاشي سليمان ومديرة الثقافة والفنون لوهران صالحي بشرى وجمع من المهتمين بتاريخ الجزائر القديم والحديث. وقالت مستشارة الوزارة على هامش هذا المعرض المقام تحت موضوع "يزداد الأسلاف شبابا" أن "هذا المعرض يحاكي كل تاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ ويبرز الاكتشافات العديدة والمتعددة التي تثبت أن الجزائر قارة تضم عدة حضارات و مرت بحقب تاريخية وأحسن دليل موقع عين بوشريط الذي يوجد فيه بقايا حضارة إنسانية ضاربة في عمق التاريخ". ويعتبر هذا المعرض سانحة للتعريف بتاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ وتقديم لمحة عن النتائج العلمية لمختلف فرق البحث التابعة للمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان المنظم له، حسبما ذكره مدير هذا المركز حاشي سليمان الذي قال أن "الجزائر التي يعود تاريخ تعميرها البشري إلى 2.4مليون سنة يجعلها من أمهاد البشرية ومن الأوائل الذين ساهموا في الابتكارات الكبرى ولديهم مكانة مميزة في التطورات الثقافية والأنثروبولوجيا في التاريخ البشري". ويبرز المعرض من خلال الموقع الأثري "عين حنش" الذي يعود إلى 1.8 مليون سنة قبل الميلاد وموقع "عين بوشريط" بسطيف أن تاريخ الجزائر يعود إلى أكثر من مليوني سنة مما يجعل منها الموقع الأول من حيث الأقدمية في البحر الأبيض المتوسط والثاني عالميا يكاد أن يكون معاصرا للمواقع الموجودة في إفريقيا الشرقية حيث قام الإنسان في تلك الفترة بنشر أولى الثقافات التي تتجلى في صناعة الأدوات الحجرية التي تم اكتشافها بموقع عين الحنش. ويكتشف الزائر للمعرض الذي يتواصل إلى غاية 27 سبتمبر القادم مواقع أثرية أخرى على غرار موقع تغنيف (معسكر) الذي يعود إلى العصر الحجري الذي تكمن أهميته في اكتشاف بقايا بشرية تعود إلى القدم في شمال إفريقيا فضلا عن مواقع أخرى تعود إلى ما قبل التاريخ بالبيض التي تزخر بنقوش صخرية و أخرى بمنطقة تبلبالة (بني عباس) التي تم بها اكتشاف ورشة لصناعة الأدوات الحجرية. ويسلط هذا المعرض المصمم بسينوغرافيا من الطراز العالي الضوء على الملجأ الصخري "أفالو بورمل" ببجاية الذي استوطنه إنسان ما قبل التاريخ وموقع "تان أينسيس" بتمنراست و"فيض سوار" بأم البواقي و"كاف الفضة" بالطارف وأخرى بالساحل الغربي تعود إلى مليون سنة وكذا معالم جنائزية على غرار "الجدار" بفرندة تيارت و"قبر مدغاسن" بباتنة ومعلم "كليوباترا سيليني" المعروف باسم "قبر الرومية" بتيبازة. كما تم تخصيص جناح للفن الصخري في الجزائر من رسومات ونقوش على مستوى مناطق عدة منها "الطاسيلي" وكذا قطع من الأدوات الحجرية وأخرى خاصة بالموسيقى ورحى الحبوب وغيرها التي تم العثور عليها خلال الحفريات بالإضافة إلى مجسم لموقع "أفالو بورمل" ببجاية. الوسوم الأمير عبد القادر