كذبت وزارة الشؤون الخارجية أمس بصفة قطعية ما جرى تناقله إعلاميا بخصوص إمكانية قيام الجزائر بوساطة بين أطراف النزاع في سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة. و جاء في تصريح المتحدث باسم الخارجية الجزائرية أنه »لم يحل أي وفد سوري بالجزائر وفكرة الوساطة لا توجد سوى في ذهن صاحب هذا المقال الكاذب«، و كانت إحدى اليوميات الوطنية قد كتبت في عددها الصادر الخميس أن الحكومة السورية قد أرسلت وفدا إلى الجزائر لدراسة إمكانية قيام هذه الأخيرة بوساطة بين أطراف النزاع في سوريا. تجدر الإشارة أن الجزائر أعربت عن تحفظات بخصوص منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة خلال قمة العربية الأخيرة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، وقال مدلسي في تصريحات صحفية إن موقف بلادنا يستند على ميثاق المنظمة الذي ينصّ على أنه لا يحق الحصول على مقعد بالجامعة إلا للدول. كما أبرز وزير الخارجية الجزائرية أنه تم التعبير عن هذه التحفظات داخل هيئة هي الجامعة العربية التي تخضع لميثاق ينصّ في مادته الثامنة على أنها جامعة بين دول يجب أن يحترم بعضها البعض، وشدّد كذلك على أن الجزائر وفي ظل احترام الميثاق لم تكن لترافق مبادرة ترمي إلى تمكين كيان ما ليس بدولة من الحصول على مقعد دولة عضو في الجامعة العربية، مستطردا بأن بلادنا كانت من بين الدول التي أبرزت ضرورة احترام الميثاق وإذا اقتضى الأمر تغيير هذا الميثاق فسيتمّ فتح نقاش حول مضمون الميثاق الجديد. وفيما يتصل بموقف الجزائر إزاء الوضع في سوريا، أوضح الوزير أن الجزائر الحريصة على أن يتمّ احترامها كدولة لا تسمح لنفسها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى ولا يمكن أن نكون أكثر وضوحا من ذلك إذ لا يُمكن أن نقرّر بدلا من السوريين، وعلى السوريين أن يقرروا بأنفسهم، ليضيف: »إن نظرتنا للتحولات التي تشهدها الدول العربية لم تختلف ولم يشبها أي تمييز بدءا بالأحداث في تونس وليبيا ومصر وسوريا ودول أخرى«، وبرأيه: موقف الجزائر ظل ثابتا، محذرا من أن كل قرار قد يصدر عن جزء فقط من السوريين وأكثر من ذلك كل قرار قد ينبع عن جزء من السوريين تحت تأثير ضغوط خارجية قد يكون أمده أقصر مما نتوقع.