تاورغاء مدينة ليبية على الساحل الليبي تقع شرق مدينة طرابلس بحوالي 240 كم وجنوب شرق مدينة مصراته بحوالي 40 كم وفيها انتصر المسلمون الفاتحين على البربر اثناء الفتح الاسلامي , هذه المنطقة الواحة التي تكثر فيها اشجار النخيل عاشت نسيا منسيا طيلة فترات التاريخ ولم يعد لها شأنا الا في فترة ثورة الفاتح من سبتمبر زمن القائد الشهيد معمر القذافي , وغالبية سكانها من ذوي البشرة السمراء والتي يرجع أصولهم الى سكان أفريقيا الذين مورس ضدهم التهجير القسري واستخدموا كسلعة تجارية زمن الاستعمار الاوربي القديم والذي أجرم في حق مايزيد على ثمانين مليون أفريقي مات أكثر من نصفهم بسبب الجوع والمرض الناجم عن المعاملة السيئة بحقهم من قبل أولئك المستعمرين البيض , وذلك في أكبر جريمة تاريخية شهدها العصر الحديث , وعلى الرغم من تلك المرحلة القاسية في حياة الشعوب والتي حاول الاستعمار ان ينسيها للشعوب التي تضررت جراء عنجهيته وظلمه وقسوته , إلا أن التاريخ يعيد نفسه من جديد ويحول نفس السكان الذين ظلموا أجدادهم إلى مشردين ومظلومين , ولكن هذه المرة في بلدهم ومن أبناء جلدتهم تحت ذرائع كادبة وواهية ما أنزل الله بها من سلطان , ولم تثبت تلك الادعات الكاذبة صحتها إلى هذه اللحظة والهدف هو مزيدا من الظلم والاضطهاد على الشعب الليبي الذي لم يرتكب ظلما في حق أين من الشعوب أو الامم مثلما فعلت الدول والحكومات المعتدية بحق الاخرين , لقد ارتكبت الدول الكبرى ولا زالت ترتكب باسم المجتمع الدولي جرائمها وقتلها وتنكيلها بحق الشعب الليبي دون مبرر سوى أن الليبيين استطاعوا أن يعيشوا بأمن وسلام طيلة41 عاما واستطاعوا طيلة هذه الفترة أن يحققوا العديد من الانجازات المادية والمعنوية التي عجزت عنها أمم وشعوب أخرى واستطاعوا كذلك أن يجعلوا من أنفسهم روادا للحضارة الانسانية الحقيقية بدعمهم لكافة الشعوب المتطلعة للحرية والمحبة للسلام وجعلوا من أفريقيا اتحادا افريقيا يحسب له ألف حساب وبفضله أصبحت أفريقيا المغبونة قوة اقليمية لها رأيها وقرارها في المحافل الدولية , وقدم هذا الشعب الملتحم بقائده تصورا لكافة شعوب العالم بالعيش في أمن وسلام في إطار الاحترام المتبادل وذلك في شكل قرارات دولية أقرت من خلال مؤتمرات قمة عقدت على مستوى القارتين الافريقية والاوربية بمدينة سرت الليبية , والتي أصر المستعمرين الجدد على تدميرها وجعلها ركاما لانها وضعت حجر الاساس والتوازن بين الشمال والجنوب , يأسف المرء على الاستهتار الذي يمارس باسم القانون الدولي , ويأسف المرء أيضا على أن عالم اليوم هو عالم قانون القوة الذي لامكان فيه للضعفاء والتعساء , عالم لايلتفت إلى الحد الادنى من أبسط الحقوق إلى الانسان الضعيف الذي ينبغي أن تخلق القوانين لصالحه لاأن تطلق الشعارات من هنا وهناك إلى النظر إليه كمخلوق حيواني بدون عزة وكرامة وانسانية , جل الليبيون يعانون الامرين بعد ماسمي بثورة 17 فبراير التي في ظاهرها رحمة التزييف والتظليل على شعوب العالم عبر وسائل اعلامية مظللة كانت ولا زالت مهمتها ممارسة خداع ونفاق أكبر على الشعوب لتمرير المشروع الامبريالي , وباطنها عذاب بحق الشعوب الضعيفة التي خلق منها كبش الفداء لصالح الاستهتار الامبريالي من أجل فرض مشروعه وأهدافه المقيته لتدفع الشعوب ثمنا باهضا تحت مسمى رنان كالنظام العالمي الجديد أو العولمة , ولتستخدم المنظمات الدولية والتي كان من المفترض أن تحد من التطاول والاستهتار وفرض القانون لنشاهدها للاسف تستخدم كسيف مسلط على رقاب الشعوب الضعيفة , إنه حقا عالم الغاب يأكل فيه القوي الضعيف ويزداد الغني غنا والفقير فقرا والظالم تكبرا والمظلوم احتقارا , تاورغاء سوف تكون ىشاهدا تاريخيا على هذا العالم ووصمة عار في جبينه حتى ينتصر الضعيف على القوي وتحل العدالة بدلا من الجريمة وينتهي فيه القوي والظالم وتسود المساواة بين بني البشر , إنها حقا إرادة الله ولله في خلقه شؤون.