هل فعلا وحده المواطن مسؤول عن إرهاب الطرقات؟ صحيح أن السرعة المفرطة والتجاوز الخطير والسياقة في حالة سكر كلها عوامل تؤدي إلى الحوادث المميتة، ولكن كل هذه العوامل موجودة في العالم ولم تصل نسبة الحوادث إلى ما وصلت إليه بلادنا، لأن هناك عوامل أخرى لا يتم التصريح بها تتعلق بحالة الطرقات التي لا تشبه طرقات العالم، والحفر المنتشرة كما الفطريات ما تجعل السائق يتفادى هذه الحفر فيجد نفسه في عمود كهربائي في غير مكانه او في وجه شاحنة في الاتجاه المعاكس، كما أن أعمال الصيانة المستمرة والمفاجئة في الطرقات السريعة سبب آخر في حوادث المرور الخطيرة التي تضطر السائق للتوقف فجأة فتتداخل معه عدة سيارات، دون أن ننسى ايضا عوامل هامة على راسها الغش في قطع الغيار، واستيراد سيارات مرفوضة في دول العالم، كل هذه مسببات لحوادث مرور خطيرة وربما هي أخطر العوامل وأكبرها وأكثرها مسببا للحوادث المميته، ولكن يتم التغاض عنها لأسباب لحد الآن لا يمكن فهمها، لذا فإن مسؤولية المواطن في حوادث المرور تأتي في الدرجة الأخيرة وقبل لومه يجب تحديد المسؤوليات المباشرة والمتعلقة اساسا بطرقات ضيقة وفوضى عمران، وحتى عوامل نفسية تتعلق بزحمة السير المستمرة والتي احيانا تكون دون سبب تدفع المواطن إلى مخالفة قوانين المرور وتجاوز السرعة للحاق بعمله في الوقت المناسب، لذا هناك اسباب مسكوت عنها تتعلق بحوادث المرور لا يريد احد الحديث اليها .