هي قصص لفتيات تزوجن من أزواج يعيشون في المهجر، فككل الفتيات ، حلم العيش في الخارج، يراودهن، ظنّا منهن أن الجنة ما وراء البحار، فبين من تزوجت وتحملت المعاناة مع زوج سكير، لا يدخل المنزل إلا صباحا، ويعيش بالعقلية "الباريسية"، صدمت أخريات بارتباط أزواجهن بأخريات، في الوقت الذي انتظرت الكثيرات موعد الزواج الذي لم يحصل أمام تحجج الزوج المستقبلي بأعذار واهية، ما اضطرهن إلى الرجوع وعودة الأدراج إلى منازل أهلهن، بعد أن فشلن في العيش في أوطان أخرى. حنان تصدم رجل وزوجته، وبلا "وثائق" صدمة حنان 22 سنة، يتيمة وتعيش مع زوجة والدها، كانت كبيرة يوم ان اكتشفت أن زوجها الذي لم تره قط إلا في الصور، بعد أن خطبتها له والدته قريبة زوجة والدها، وبعد أن تمكنت من استكمال كامل الوثائق، والسفر إلى نصفها الآخر، بعد ان أقامت حفلة عرس كبيرة، حضرها فقط أهلها، تنقلت حنان إلى فرنسا، بمرافقة والدها المسكين الذي ودعها بمطار سطيف، والدموع لم تفارق محياه، حنان التي وصلت بحقيبة محملة بأمتعة عروس، تنتظر لقاء زوجها، صدمت بزوج غير مبالي بوصولها، قبل أن تكتشف أنه مرتبط من أخرى، وله أولاد، لتكتشف أن زوجة والدها من خططت للإيقاع بها، برميها إلى فرنسا ك"بونيشة" تعمل لفائدة أقربائها. صفية "معلّقة" ثلاث سنوات لتقرر الخلع صفية هي الأخرى كانت ضحية لزيجة فاشلة، بدت معالمها من البداية، كون والدها رفض فكرة تزويجها من أصلها حتى تكمل دراستها، في كلية الإعلام، بعد ان تبقى لها سنة واحد على تخرجها، ضحت صفية، بدراستها نظير زوج المستقبل، الذي رأت فيه حلم كل فتاة، بالذهاب إلى بوردو الفرنسية، واستكمال ما تبقى من حياتها، في بلد الحضارة والعلم، غير أن تضحيتها بشريك العرم الذي لم تره سوى في يوم مجيئه إلى الجزائر لإحياء حفل الزفاف، شهر ماي من 2010، على أن تتم مراسيم الدخلة شهر سبتمبر من ذات السنة، بعد استكمال الوثائق اللازمة، حررت صفية زواجها في الجزائر، وانتظرت الشهور بعد الشهور وزوجها "الورقي" يتحجج بعدم تحضيره بعد للعودة للوطن واقتياد عروسته التي تنتظر ليلة عمرها، مع الشريك الذي اختارته، وبقيت تتصل به فقط عبر الانترنيت التي قربت المسافات وحببت قلبيهما، مرت السنوات وصفية لم ترى الملموس من زوج غير مسئول وعائلته التي بقيت هي الأخرى تتهرب، لتلجا صفية بعد انتظار طويل إلى مباشرة إجراءات الخلع الذي وجدت فيه الحل الأمثل للتخلص من "ورطة" علقت بها، ما يزيد عن الثلاث سنوات.
أمينة عالقة بطفلين، وبدون عقد مدني
إن كانت حنان وصفية قد علّقتا بمفردهما، ولم تتم عملية استكمال مراسيم الزواج، بالدخول، وبقي زواجهما فقط على الورق، فإن أمينة قد علقت خلف البحار، وبلا وثائق ولا حتى عقد زواج، حيث حرمت من الرجوع إلى أرض الوطن ورؤية أهلها، بعد أن اكتشفت أن زوجها لا يملك أي وثائق، ولا يمكنه منحها اسمه ولا تدوين زواجهما هناك، لتجد نفسها تعيش "أون نوار" في عاصمة الجن والملائكة، فبعد أن اكتشف زوجها، أنها ارتبطت به فقط للحصول على الوثائق ثارت ثائرته، وتحول إلى وحش بشري معها، حارما إياها من العمل، وحتى السكينة فلا يهنأ بال أمينة حتى يذهب زوجها إلى العمل، لتقضي يومها مع طفليها اللذان ينسيانها جزءا من الهموم التي خلفها الزوج، منتظرة الفرج بمنحها الوثائق التي ستسمح لها بالعودة إلى أرض الوطن ورؤية نور بلدها .