كشف راف كوستر في كتابه الأخير ان الاقتصاد المغربي يرتكز على صادرات المواد الأولية من بينها الفوسفات الذي يستخرج بشكل غير قانوني من مناجم الصحراء الغربية و كذا الموارد الصيدية لمياه هذا الاقليم غير المستقل. ففي مؤلفه الذي يحمل عنوان "قناصو المواد الأولية" الذي يتناول تحقيقا في الصحراء الغربية حول الشركات المتعددة الجنسيات التي تغتني بفضل الموارد الطبيعية لبلدان تبقى فقيرة تطرق الكاتب في الفصل المخصص للمغرب إلى نهب الثروات الطبيعية للصحراويين. وأشار راف كوستر إلى أن الصحراء الغربية و هو اقليم ثري من حيث المخزون الصيدي تخضع لنهب الشركات المتعددة الجنسيات و العائلات المغربية الكبرى المقربة من القصر الملكي. و ذكر في هذا الشأن حالة القمع الشديد لمظاهرات جوان 2009 التي نظمها بسيدي إيفني شبان بطالون متحصلون على شهادات حيث قاموا -للتنديد بوضعهم الهش و نهب الموارد الصيدية الصحراوية- بمحاصرة بالميناء و لعدة أيام شاحنات تبريد معبأة بالسمك كانت سترسل إلى المصانع و شركات المعلبات المغربية لاسيما بأغادير و بعدها إلى أوروبا. كانت الرواية التي تناولت القمع الشنيع لمتظاهري سيدي إيفني للتنديد بنهب الموارد الصيدية للصحراء الغربية "فظيعة". و كتب راف كوستر انه في "يوم 7يونيو أسبوع بعد انطلاق الحصار هجمت عناصر الجيش و الشرطة بأعداد كبيرة لتحرير شاحنات التبريد. و تشير الارقام الرسمية إلى أن 4.000 عنصر حاصروا المدينة". و أضاف أن "وحدات هبطت من منحدرات الجبال وراء إيفني و اقتحم جنود من القوات البحرية المكان". و"فور وصولهم إلى المدينة هاجوا و أخرجوا السكان من منازلهم بالقوة. و بثكنة الشرطة أهانوا الرجال و النساء الذين تم توقيفهم (...) إنه السبت الأسود. و في الوقت ذاته انطلقت مطاردة قادة التمرد". و أضاف راف كوستر انه "خلال تمرد سيدي إيفني ابلغت النخبة المغربية بأنها تعتزم إبقاء الوضع على حاله".
نهب موارد الصحراء الغربية و كتب راف كوستر من جهة اخرى أنه إذا كان صيادو سيدي إيفني فقراء بأسطولهم الهزيل فإنهم كانوا أفقر باتفاقات الصيد التي أبرمتها إدارة الاحتلال مع الاتحاد الأوروبي. هو اتفاق جائر سمح بالصيد في مياه الصحراء الغربية". " قدموا من روسيا و كوريا و اليابان و أوروبا. يأتي الصيادون الأوروبيون الذين لا يمكنهم صيد أكثر من الحصص المفروضة في البحار الواقعة في الشمال إلى المناطق السمكية للصحراء الغربية التي يحتلها المغرب و إلى كل من موريتانيا و السنغال و غينيا" يضيف المؤلف. هو السينايو نفسه الذي سجل بالنسبة لفوسفات الصحراء الغربية الذي تستغله مؤسسة مغربية يشير التحقيق. و سجل راف كوستر أن "التصدير يحظى بالأولوية مقارنة بالتحويل في حين أن الفوسفات ضروري بالنسبة للبلد و أن صناعة تحويلية هناك تسمح باستحداث مناصب شغل و مداخيل". و أكد أن "المغرب يحتل الصحراء الغربية منذ عقود و يدير البلد كمقاطعة من المغرب" موضحا أنه "تم محو الحدود بين المغرب و الصحراء الغربية على الخرائط المغربية". في الصحراء الغربية لا يتجرأ "الصحراويون على التكلم بصراحة بحيث أن الشرطة المغربية تترصد كل الأماكن" يضيف راف كوستر الذي ذكر شهادة صحراوي قال "لم يعد لنا وجود لقد أصبح كل شيء مغربي. فقد استبدل معظم الصحراويين الذين يعملون في منجم الفوسفات ببوكراع بمستعمرين مغربيين". تعد حقول الفوسفات للصحراء الغربية أهم الحقول المتواجدة في العالم بحيث أنها تفوق 50 مليار طن من مجموع الاحتياطات العالمية المقدرة ب65 مليار طن. و بعد أن ندد بمنح القوة المحتلة امتيازات كبيرة للمؤسسات الأجنبية في استغلال الثروات الطبيعية للصحراء الغربية سجل الكاتب بأن المؤسسة المغربية المكلفة باستغلال فوسفات هذا الاقليم غير المستقل لا تهدف إلى تنمية هذا الاقليم.
و أضاف ان "الاقتصاد المغربي يتكيف مع السوق العالمية و ليس مع الحاجيات الداخلية".