أدرجت منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم (اليونيسكو) ركب أولاد سيدي الشيخ (جنوب غرب الجزائر) ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للانسانية, حسبما علم لدى وزارة الثقافة. ويأتي هذا التصنيف بعد اعلان اللجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث اللامادي لليونيسكو المجتمعة بباكو (اذربيجان). ويعتبرالركب زيارة سنوية لضريح الولي سيدي عبدالقادر بن امحمد (سيدي الشيخ) وهو تراث من جنوب غرب الجزائر(ولاية البيض) كما يعد حدثا هاما في المنطقة يقام لعدة أيام حيث يتجمع خلاله العديد من الأشخاص حول الضريح. ويلتقي خلال هذه الزيارة أتباع الطريقة الصوفية "بوشيخية" —التي أسسها سيدي الشيخ— خلال ثلاثة أيام ابتداء من آخريوم خميس من شهرجوان لكل سنة للقيام بالشعائر الدينية والاحتفالات التي تضم زيارات للضريح أين تتم تلاوة آيات من القرآن الكريم. و يكتسي موسم الأبيض سيدي الشيخ أهمية خاصة لدى سكان المنطقة حيث يشكل فرصة لتجديد التواصل مع العادات و التقاليد المتوارثة و فرصة لنبذ الخلافات وكذا توطيد العلاقات بين حفدة وأبناء المنطقة المنحدرين من سلالة الولي الصالح الأبيض سيدي الشيخ. وينظم الركب من طرف قبائل رحل وقاطنين من أولاد سيدي الشيخ الذي ولد سنة 1532 بغرب الأطلس الصحراوي في الجزائر وتوفي بالقرب من منطقة سطيطح (البيض) سنة 1616 ليدفن بلبيوض سيدي الشيخ حيث تم بناء ضريحا له. وتندرج "السلكة" ضمن هذا "الركب" والتي تتمثل في تلاوة القرآن جماعة طيلة ليلة الخميس إلى الجمعة و في الصباح الباكر يتم تنظيم حفل "الخاتمة" الذي يشمل تجديد تبعية القبائل إلى الطريقة "بوشيخية". وقد كانت منظمة اليونيسكو قد صنفت الأهاليل لمنطقة القورارة في2008 بالاضافة الى الشدة التلمسانية (لباس العروس) في 2012 في التراث اللامادي للانسانية. كما وافقت المنظمة في نوفمبرالمنصرم خلال الدورة ال37 للمؤتمر العام لليونيسكو على تأسيس مركزحفظ التراث الثقافي الإفريقي اللامادي بالجزائر في جانفي 2014. ويشمل التراث اللامادي للانسانية الممارسات والتعبيرات والمعارف والمهارات والآلات والفضاءات الثقافية التابعة لها والتي تعترف بها المجتمعات كجزء من تراثها الثقافي.