أظهر شريط وثائقي كيف تهتم مستشفيات خاصة في الغرب بمرضى من نوع خاص وكيف تحضر لهم غرفة العمليات وكيف ينقلون على جناح السرعة ، وكيف يتم التعامل معهم في الحالات الطارئة، وكيف يبكي الطبيب والممرضة حين تكون حالة المريض ميئوس منها ، هؤلاء المرضى ليسوا أبناء وزراء وليسوا من إبطال السينما كما يتوهم البعض، هم كلاب وقطط ، وحمير ، وحتى خنازير، حين كنت أشاهد هذا الشريط تذكرت حادثة حدثت معي قبل 3 أشهر تقريبا، حينما اتصلت بي إحدى الروائيات الجزائريات مقيمة بالمهجر تطلب مني مترجية أن أساعدها من اجل إنقاذ أختها المصابة بورم سرطاني والتي لم تجد مكانا لها في المستشفى وأجلوا عمليتها إلى شهور رغم الآلام المبرحة التي كانت تعاني منها المريضة ، وبعد سعي مني ومن شقيقها ومعارف كثر، استطعنا بعد جهد ولؤي أن نحصل لها على موعد للعملية، لكن للأسف توفيت المريضة، حين تواصلت مع الروائية قبل أيام قالت أنها ليست ضد القضاء والقدر بل ضد ما شاهدته في المستشفى من ظلم " وحقرة " للمرضى تصل إلى حد الإهمال ، ووصل الأمر بأن يطلب الطبيب المناوب عدم إيقاظه ليلا مهما حدث، ويترك المرضى الذين خرجوا من عمليات جراحية دون أن مراقبة ، وهناك حالات وفاة اعترفت لنا ممرضة أنها حدثت بسبب إهمال على مستوى الأطباء، الذين يتركون المرضى لوحدهم بعد إجراء العملية ليكتشف في الصباح إنهم ماتوا ، تذكرت كل هذا وأنا أشاهد الشريط الوثائقي فلم استطع أن افعل شيء سوى أن ارثي الصحة.