وفد طبي إيطالي في الجزائر لإجراء عمليات جراحية قلبية معقدة للاطفال    كأس الكونفدرالية الإفريقية: شباب قسنطينة يشد الرحال نحو تونس لمواجهة النادي الصفاقسي    مجلة "رسالة المسجد" تنجح في تحقيق معايير اعتماد معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي    سوناطراك تتبوأ مكانة رائدة في التحول الطاقوي    حرائق الغابات في سنة 2024 تسجل أحد أدنى المستويات منذ الاستقلال    كرة اليد/بطولة افريقيا للأمم-2024 /سيدات: المنتخب الوطني بكينشاسا لإعادة الاعتبار للكرة النسوية    مجلس الأمن يعقد جلسة غدا الإثنين حول القضية الفلسطينية    ملتقى وطني حول التحول الرقمي في منظومة التكوين والبحث في قطاع التعليم العالي يوم ال27 نوفمبر بجامعة الجزائر 3    سوناطراك تطلق مسابقة وطنية لتوظيف الجامعيين في المجالات التقنية    الجزائر استكملت بناء منظومة قضائية جمهورية محصنة بثقة الشعب    تعليمات رئيس الجمهورية تضع حاجيات المواطن أولوية الأولويات    اختتام "زيارة التميز التكنولوجي" في الصين لتعزيز مهارات 20 طالبا    الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي : مشروع "غزة، من المسافة صفر" يفتك ثلاث جوائز    الحفل الاستذكاري لأميرة الطرب العربي : فنانون جزائريون يطربون الجمهور بأجمل ما غنّت وردة الجزائرية    يناقش آليات الحفظ والتثمين واستعراض التجارب.. ملتقى وطني تكويني حول الممتلكات الثقافية بالمدية غدا    عين الدفلى: اطلاق حملة تحسيسية حول مخاطر الحمولة الزائدة لمركبات نقل البضائع    افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول استخدام الذكاء الإصطناعي وتجسيد الرقمنة الإدارية بجامعة المسيلة    عطاف يستقبل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني    الجَزَائِر العَاشقة لأَرضِ فِلسَطِين المُباركَة    اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة: مناشدة لحماية النساء الصحراويات من سياسة الاحتلال المغربي القمعية    الوادي: انتقاء عشرة أعمال للمشاركة في المسابقة الوطنية الجامعية للتنشيط على الركح    "تسيير الارشيف في قطاع الصحة والتحول الرقمي" محور أشغال ملتقى بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح السنة القضائية    لبنان: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني إلى 3754 شهيدا و15.626 جريحا    الجامعة العربية تحذر من نوايا الاحتلال الصهيوني توسيع عدوانه في المنطقة    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    الخضر أبطال إفريقيا    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    وفاة 47 شخصاً خلال أسبوع        قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
الاحتلال يسلم إخطارات بهدم منازل جنوب بيت لحم
نشر في المسار العربي يوم 23 - 09 - 2014

دنس مستوطنون صباح امس باحات المسجد الأقصى المبارك بعدما اقتحموا المسجد من باب المغاربة.
وحسب مراسلنا، جرى ذلك وسط حراسات معززة ومشدّدة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.
وعبّر المصلون في الأقصى عن احتجاجهم على هذه الاقتحامات، بهتافات وصيحات التكبير والتهليل.
وقال شهود عيان، إنَّ الاقتحامات تتم عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، يتقدم كل مجموعة أحد غُلاة المتطرفين أو "الحاخامات" والذين يتولون تقديم روايات تلمودية حول أسطورة وخرافة الهيكل المزعوم مكان الأقصى.
اقتحمت قوات الاحتلال ظهرامس قرية وادي النيص جنوب محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وسلمت عددا من المواطنين إخطارات بوقف بناء وهدم بعض منازلهم.
وأفاد مراسلنا أن عددا من ضباط ما تسمى بالإدارة المدنية برفقة قوات الاحتلال اقتحموا القرية، وبدؤوا بتصوير بعض المنازل وتوزيع إخطارات بوقف بنائها وهدم بعضها بحجة البناء بدون ترخيص.
وما زال الاقتحام مستمرا حتى إعداد هذا الخبر.
يذكر أن قرية وادي النيص من القرى المحاصرة بالمستوطنات، حيث تعمد قوات الاحتلال التضييق على الأهالي في محاولة لتهجيرهم.


حواجز واقتحامات بمناطق مختلفة في جنين

اندلعت فجر امس مواجهات في بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية عقب اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، في حين توغلت قوات الاحتلال في بلدة اليامون دون اعتقالات.
وقالت مصادر محلية لمراسلنا، إن عدة آليات عسكرية اقتحمت بلدة يعبد التي تتعرض لهجمات بشكل يومي، واشتبكت مع المواطنين، وأطلقت الأعيرة المطاطية والقنابل الغازية.
كما واصلت نصب حاجز عسكري على مدخل البلدة، سيما من الجهة الجنوبية، وأوقفت المواطنين على حاجز دوتان ودققت في هوياتهم.
وكذلك توغلت قوات الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين، وسيرت دورياتها في منطقة الحمرا وفي منطقة واد حسن في وقت مبكر من صباح اليوم، وشرعت بعمليات تمشيط.


حماس: شعبنا متمسك بحقوقه وثوابته


أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الشعب الفلسطيني الذي صنع بصموده الانتصار في كل المحطات وأذل شارون وأطاح بحكومات صهيونية عديدة قادر على مواصلة الدرب دون تنازل عن أي ذرة تراب من أرضه ومقدساته.
وقالت الحركة في بيان وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه بمناسبة الذكرى ال14 لانتفاضة الأقصى: إن الانتفاضة التي جاءت مكملة لانتفاضة عام 1987، أسست لانتفاضة الصواريخ، والانتصار في معركتي "الفرقان"، و"حجارة السجيل"، وليس انتهاءً بانتصار المقاومة في معركة "العصف المأكول".
وأضافت أن هذه الانتفاضة وما بعدها جاءت تعبيرًا حقيقيًا عن إرادة الشعب الفلسطيني وخيار المقاومة بعد يأسه من مفاوضات عبثية أضرت بالقضية، وتنسيق أمني أساء لشهداء شعبنا وتضحياته.
وأوضحت أن منظمة التحرير لم تستطع أن تُقدر حجم التضحية التي قدمها الشعب الفلسطيني، لذلك كان استثمارها للانتفاضة ضعيفًا، بل وصل في بعض الأحيان إلى حدّ بيع المواقف مقابل حماية الرؤوس، وبرز ذلك بوضوح من خلال التنسيق الأمني المخزي الذي لاحق المقاومة وحارب كل من يدعمها، في مقابل الرتب والرواتب.
وأكدت أن اتفاق المصالحة الأخير إذا لم يترجم على الأرض بصدق، وفي ظل شراكة حقيقية في القرار الوطني، وفي ظل عدالة اجتماعية، وحرية وكرامة تليق بالشعب الفلسطيني، فإن هذا الاتفاق لن ينجح أبدًا، وسيتحمل مسئولية فشله من أضمر في نفسه خداعًا للشعب وللقضية.
وشددت الحركة على أن الدعم العربي السياسي والمادي ضروري في هذه المرحلة لتدعيم اتفاق المصالحة، والاستغناء عن المال الأوروبي الأمريكي المشروط بشروط سياسية مذلة.
وتابعت أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضع حدّ لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي مارسها الاحتلال وما زال ضد الشعب الفلسطيني، ولا سيما في عدوانه الأخير على غزة، وما لم يقم بدوره الإنساني، فإنه سيكتوي بلهيب هذه الجرائم الإسرائيلية العنصرية البشعة.

تقرير أممي: أزمة الكهرباء تؤثر سلبا على الحياة بقطاع غزة


قالت الأمم المتحدة ، إن استئناف العمل في محطة توليد كهرباء غزة ما زال مشروطاً بتأمين الوقود الضروري، محذرة من أنه "حتى لو تم تأمين الوقود سيكون من الصعب على المحطة إيصال الكهرباء إلى المناطق الأكثر تضرراً بسبب الهجوم العسكري "الإسرائيلي" الأخير".
وأشار تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، اليوم الاثنين إلى أن "عمل المحطة في غزة توقف بعد استهدافها مرات عديدة في 29 جويلية الماضي، ما جعل القطاع يعتمد كلياً على الكهرباء التي تُشترى من مصر و"إسرائيل".
وقال التقرير "حتى في المناطق التي استؤنف فيها إيصال الكهرباء، فإنّ فترات الانقطاع تتجاوز 18 ساعة يومياً، مما يعيق بشدة تأمين الخدمات الأساسية بما فيها الصحة، والمياه في أنحاء قطاع غزة".
وأضاف أن "إغلاق المحطة يستمر في ترك آثار سلبية ضخمة على حياة الفلسطينيين في غزة".
وفي هذا الصدد، أوضح أن "انقطاع الكهرباء أعاق بشدة ضخ المياه إلى المنازل، ومعالجة المياه العادمة، وكلاهما يحتاج إلى الكهرباء، وأدى كذلك إلى زيادة اعتماد المستشفيات التي تعاني أصلاً على المولدات".
كما أن "وفرة الطعام ما زالت متضررة بسبب نقص الكهرباء، إذ اضطر مزودو المواد الغذائية الحيوية كالمخابز إلى خفض إنتاجها من الخبز، ولم تتمكن العائلات من تشغيل الثلاجات أو تخزين الطعام"، بحسب التقرير نفسه.
وذكر التقرير أن "عملية طارئة لتوسيع الوقود تستمر حالياً بصورة متسارعة، للسماح بتشغيل المولدات الاحتياطية في مرافق المياه، والصرف الصحي، وقطاع الصحة، والبلديات، يمولها بنك التنمية الإسلامي".
وفي هذا الصدد، قال "نُفّذت آخر عملية توزيع للوقود إلى مرافق المياه، وقطاع الصرف الصحي، خلال فترة الأسبوعين الماضيين، ومن المتوقع انتهاء عمليات التوزيع لقطاع الصحة في نهاية الشهر الجاري".
وأضاف "سينفذ الوقود المخصص للبلديات في نهاية (نوفمبر) تشرين الثاني القادم، وحالياً لا توجد آفاق لاستمرار توزيع الوقود للمنشئات الحيوية، إذا لم يتم الحصول على تمويل إضافي".
وكانت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، توقفت عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الصهيونية خزان وقودها الرئيسي، خلال الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، التي بدأت في السابع من جويلية الماضي واستمرت 51 يوماً.

تخوفات صهيونية من وقوع مواجهات بين المسلمين واليهود يوم العيد

ذكرت صحيفتا "هآرتس" ويديعوت احرونوت" العبريتان امس أنه يسود التخوف في المدن المختلطة في الكيان الصهيوني، من اندلاع مواجهات بين اليهود والمسلمين، يوم السبت القادم، الذي يصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك وعيد الغفران العبري. وبناء عليه تم تدعيم مراكز الشرطة في هذه المدن بقوات كبيرة، وسيجتمع قادة ألوية الشرطة غدا، ليقرروا كيف سيتم التعامل في حال اندلاع مواجهات.
وكتبت "هآرتس" أنه في مدينة عكا التي اعتادت وصول آلاف الزوار إلى المطاعم ليلة العيد، سيتم نشر قوات كبيرة من الشرطة والمنظمين لمنع وقوع احتكاك ومواجهات محتملة. وتعمل الشرطة على تنظيم مسارات سير خاصة للعرب في المدينة، لمنع وصول السيارات إلى المناطق التي تقوم فيها الكنس اليهودية.
ويأتي هذا الاستعداد الخاص في عكا على خلفية المواجهات الدامية التي وقعت في يوم الغفران في عام 2008، بعد مهاجمة اليهود لسائق سيارة عربي وصل إلى شارع بن شوشان. وسيجتمع في عكا، اليوم، عدد من الشخصيات الرسمية والشعبية في محاولة للاستعداد معا لأحداث العيدين. وتعهد رجال دين يهود ومسلمون بنقل رسائل إلى جمهورهم تحث على احترام مشاعر كافة سكان المدينة.
وفي مدينة القدس المحتلة، في الجزء الشرقي منها، تستعد الشرطة بشكل غير مسبوق لهذا الحدث. وحسب تقييمات قادة اللواء فإن الشرطة تحتاج إلى المئات من أفرادها للفصل بين المصلين الذين سيؤدون صلاة عيد الأضحى في الأقصى، واليهود الذي سيحيون الغفران في حائط البراق.
وتوقعت مصادر عبرية أن يتم نشر أربعة أضعاف ما يتم نشره من قوات الشرطة في أيام الغفران الاعتيادية. وستركز الشرطة على ضمان وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة العيد، ووصول اليهود إلى حائط البراق لأداء شعائر "الغفران" دون وقوع احتكاكات بينهم.

الأورومتوسطي يبحث مع المقرر الخاص للأمم المتحدة أوضاع غزة بعد العدوان

عقد فريق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في قطاع غزة لقاءً عبر خدمة الاتصال المرئي مع مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مكارم ويبيسونو، تناول اللقاء جهود فريق المرصد التوثيقية، والتقارير التي عمل عليها المرصد عقب الهجوم الصهيوني الأخير على قطاع غزة.
وأشارت المتحدثة باسم الأورومتوسطي مها الحسيني في تصريح صحفي مكتوب، أنه كان من المفترض لقاء ويبيسونو في غزة الخميس الماضي، وهو الأمر الذي لم يتم عقب قيام الاحتلال الصهيوني بمنعه من الدخول إلى غزة.
وقالت الحسيني إن المرصد قدم خلال اللقاء الذي عقده مساء السبت ، عرضاً موجزاً عن التقارير التي أعدها عقب انتهاء الهجوم الصهيوني الأخير على القطاع، حيث عرض المرصد مخرجات تقرير تناول عمليات وحوادث القتل الجماعي التي حدثت بحق المدنيين الفلسطينيين، في الأماكن العامة، والمدارس، والمنازل، فيما عرض شهادات ومخرجات تقرير آخر وثّق استخدام قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين دروعاً بشرية.
وأضافت الحسيني: "إن اللقاء تناول مجمل الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وحالة حقوق الإنسان فيها، وقالت إن المرصد أكد على أهمية الدور المنوط بالسيد ويبيسونو وضرورة مواصلة عمله برغم الصعوبات والعقوبات الصهيونية".
وأبدى مكارم أثناء اللقاء اهتماما كبيرا بما عرضه الأورومتوسطي، مطالباً بضرورة استمرارية التواصل بينهم وبين المرصد عبر لقاءات أخرى، مؤكداً أنه سيُولي تقارير المرصد اهتمامًا كبيرًا ويأخذها في عين الاعتبار، واتخاذ الإجراءات المناسبة بما يتلاءم مع كل حالة، واصفاً الوضع في قطاع غزة بالسيئ جداً والصادم.
يذكر أن المرصد الأورومتوسطي سيسلم تقارير خاصة من التي أعدها إلى ويبيسونو، حيث ستشمل عرضاً مفصلاً للانتهاكات الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على القطاع.
مزارعو الحدود الغزية بين دمار الحرب وجفاف المياه

الخطوط المتعرجة الممتدة من الأراضي الزراعية حتى موقع "كسوفيم" العسكري هي آثار الدبابات الصهيونية التي قفلت عائدة لأكبر مواقع الاحتلال الحدودية بعد أن دمرت أراضي وممتلكات المواطنين غرب الموقع العسكري.
شُغل المزارعين الشاغل هذه الأيام في المنطقة الحدودية لقرية وادي السلقا هو إصلاح آبار وخطوط المياه والكهرباء وإعادة زراعة المحصول لسداد الديون المستحقة لتجار الأسمدة والمواد الزراعية بعد انهيار الموسم الصيفي.
وكانت قوات الاحتلال قد استهدفت الأراضي الزراعية خلال الحرب فجرفت وقصفت الأراضي المزروعة بالخضروات والأشجار المثمرة موقعة خسائر فادحة لم يشهدها قطاع غزة من قبل.
وأعلنت وزارة الزراعة وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية مطلع الشهر الجاري في مؤتمر صحفي أن الخسائر للقطاع الزراعي تجاوزت 550 مليون دولار منها 350 مليون دولار أضرار وخسائر مباشرة و200 مليون دولار خسائر غير مباشرة.

حياة بعد موت

ينشغل المزارع مروان أبو محارب بتثبيت "فانوس" إنارة على عمود كهرباء قرب منزله، فقد عاد التيار الكهربي للمنطقة منذ أسبوع فقط بعد أن انتهت بمعاونة الجيران جهود لملمة العظام وإعادة دفنها في المقبرة المجاورة.
ويقول أبو محارب: "قصفوا منازلنا، ودمروها وجرفوا عشرات الدونمات، منها 10 مزروعة خضروات بكامل شبكات المياه والبئر ومخزن الأدوات الزراعية وخزان المياه، وجرفوا أشجار النخيل والزيتون بشكل غير مسبوق".
ويقدر أبو محارب- خلال تجوله مع مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، في الأرض والمنازل المدمرة- خسارتهم بمئات آلاف الدولارات، وهو غاضب جدًّا من تلكؤ المؤسسات الإغاثية في الاستماع لروايته وتعويضه ولو بشكل جزئي حاليًّا.
وخلال جولة ميدانية لمنازل ومزارع المواطنين شاهد مراسلنا آثار الدمار في المنازل التي حولها الاحتلال لثكنات عسكرية، وقد تبعثرت في حجرات المنازل بقايا الطعام والمعلبات وملابس الجنود وعلب سجائرهم.
ولم تنج شرفة أو نافذة منزل تطل على الحدود من قذيفة مدفعية؛ حيث تعمد الاحتلال تطهير المنطقة بالقصف الشديد، وتدمير عشرات المنازل كليًّا وجزئيًّا قبل أن يحتل المنطقة لأكثر من 40 يوما ويهجّر أهلها.

عربة متحركة

بجوار باب منزله نصف المغلق من أثر القصف ترقد عربة المزارع المعاق فتحي أبو مغصيب (47 عامًا) وقد أتت النيران على معظم هيكلها فأضحت شاهدًا على الحادثة لا تصلح للاستخدام.
زوجة فتحي تعاونه في الوصول إلى كرسي بلاستيكي، فهو مصاب بمرض في الأعصاب "التصلب العصبي المتعدد" يشل معظم حركته في منزل زارت القذائف المدفعية كامل حجراته ومرافقه.
يقول فتحي: "أسكن هنا من 10 سنوات، وصحتي قليلاً ما تعاونني على الزراعة، جرف الاحتلال لي 7 دونمات مزروعة بالبامية، و3 دونمات بالزيتون، وشبكة ومخزن المياه، وقد هجرت البيت بعد اشتداد القصف قبيل الحرب البرية، وخسائري أكثر من 15 ألف دولار، ومشكلتي الآن في ديون محلات الأسمدة وسكني في الشتاء".
وتفتح زوجة فتحي أبواب الحجرات كاشفة عن دمار كبير أصاب معظم الجدران والمطبخ، وحتى سرير النوم فلم يترك شيئًا على حاله مبديةً تخوفها من حلول الشتاء دون إعادة ترميم المنزل.
اليوم يكشف فتحي عن أسفه من خسارته الزراعية، وعدم إسراع المؤسسات في تعويضه، وهو الذي تبرع يوماً بقطعة أرض أقامت عليها الحكومة قبل 10 سنوات عيادة طبية تخدم القرية.

قذيفة وأطفال

تبدو الحدود صامته لا يخترق حالها سوى مركبة عسكرية تمشط المنطقة بين حين وآخر، تثور خلفها سحابة غبار كثيفة، فيما تطل الرشاشات الآلية من ثكنات عسكرية مغطاة بقباب صفراء.
يحوم أطفال المزارع أبو شادي أبو مغصيب في ساحة بيته، أكثرهم حركة هو محمد (4 أعوام) والذي يحتفظ بندوب في رأسه وذراعيه من أثر قذيفة مدفعية أصاب كل سكان البيت في الحرب.
يقول أبو شادي: "قصفوا البيت بقذيفة مدفعية، فكسرت جمجمة محمد، وأصبنا كلنا بشظايا، ثم غادرنا، ولما عدت وجدتهم قصفوا حجرة البئر ودمروا 15 دونمًا مزروعة بالباذنجان والكوسا والزيتون، ولازلت مدينًا لمحلات الأسمدة ب4 آلاف شيكل.. فأرضي تبعد 300 متر عن الحدود، ولو هجرتها ستظل مسرحًا لآليات الاحتلال".
مشكلة أبوشادي الآن تتجسد في إعادة إصلاح خزان المياه والبئر وشبكة الري، وقد غامر باستئناف الزراعة في آخر تهدئة قبل انتهاء الحرب حيث تقدر خسائره الموسمية بأكثر من 10 آلاف دينار.

شركاء في الخسارة

عادة ما يلتقي المزارعان، إبراهيم السطري وأبو حسن مغصيب، في مزرعة الخضروات، لكنهما منذ انتهاء الحرب دائما الجلوس تحت سقيفة من "سعف النخل" قرب خط الحدود مباشرة لمناقشة آلية إصلاح المزرعة وشبكات الري.
يقول أبو حسن، وهو أسير محرر أمضى 14 سنة في سجون الاحتلال، إن القذائف دمرت منزله ومزرعة الزيتون التي يزيد عمرها عن 25 سنة، فأتلفت بئر المياه وعشرات الأشجار وثمار "القرع والبامية واللوبية" وهي مزروعات الصيف.
يشير بأصبعه للحدود ويضيف: "الآن نحن على بعد 500 متر فقط من العدو، كنت أزور المنطقة رغم أن الخطر شبه يومي، وقد سقط صاروخ بجواري فدمر بيتي، والآن أسكن في محل ملحق بالبيت المقصوف".
أما المزارع إبراهيم السطري، شريك "أبو حسن"، فتحطمت آماله على موسم الخضروات الصيفي الذي أجهز على 5 دونمات زرعها قبيل الحرب بأسابيع خلفت 1700 شيكل ديون من ثمن البذور.
الآن يرى إبراهيم أرضه جافة، في حين تكمن مشكلة الكهرباء وتدمير بئر على سلم أولويات العمل في المرحلة القادمة، حيث لم يشهد طوال عمله الزراعي منذ عشرات السنين هذا الدمار في القرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.