"فوضيل الزالاميت" تركيبة كويميدية، هادفة، مزجت على المسرح، بين السخرية والنقد المتمرد على الأوظاع... فالمونولوغ، أو ما يعرف ب "وان مان شو" جسده بإقتدار الممثل "فوضيل عسول" على ركح قاعة الموقار أمس، تمكن خلاله من بعث البسمة لدى الحضور بنكته الملغمة بالرسائل الإجتماعية والناقمة على الوضع الذي يعيشه المواطن "فوضيل" ومثله المئات. العرض الذي انتجته تعاونية الفنون الجميلة "أفنون"، كان مبرمج على الساعة السادسة من أمس الأول الخميس إلى أنه شهد تأخر نصف ساعة، برغبة من الممثل الذي أقر عند اعتلائه الخشبة أنه أثر أن يترك الجمهور منتظرا، لأنه يعشق ذلك، في رسالة تهكمية عن علاقة البعض بالوقت، والإخلال بالمواعيد، المونولوغ، كان مفعما بالنكت، التي رافقها الممثل فوضيل، بعفويته وخفة دمه، لتدفع الحضور إلى الضحك بدون انقطاع على بعض من الظواهر التي نصادفها يوميا. جنون وفكاهة "فوضيل الزلاميت"، تخللتها مواضيع هادفة عديدة، كان أكثرها جرئة هو عندما يعرج على السياسة، دون الإخلال بالبناء الفكاهي الكوميدي للعرض. في بداية العمل، تطرق الممثل إلى مشكل الأخطاء في تسجيل الأسماء بمصالح الحالة المدنية، إلى حد ظهور ألقاب محرجة، كحال فوضيل، الذي تحولت حياته إلى صراع مع اسمه الذي غيرت فيه موضع النقطة، فبات يكافح من أجل تغييره، بعد أن ضاق الأمرين منذ صغره في المدرسة، العمل، والشارع... كما ان سلط المونولوغ الضوء على المنظومة التربوية، وحال الأستاذ الأن، بعد أن كان في السابق، مصدرا للهيبة، والأمر الوحيد في القسم. مواضيع عديدة، حاول فوضيل اختزالها في قصته ونكته، على غرار ظاهرة الإنتحار، الرجلة... ليخرج بعمل كوميدي، يستحق المشاهدة والإعادة.