أطلقت مبادرة "طفلي يقرأ" المتخصصة في شؤون الطفل و الكتاب و الأسرة بولاية البليدة مشروعا صيفيا يسمح للأطفال بالترفيه و التعلم و المطالعة خلال العطلة الصيفية و يمتد بمزاياه إلى المرافقة في صف التمدرس بعد الدخول الاجتماعي لمن تستهويهم المطالعة و القراءة و حب الكتب. المشروع ليس وليد الصدفة إنما هو في صلب اهتمام و استراتيجية مجموعة طفلي يقرأ التطوعية التي انطلقت بعدة مشاريع منذ نشأتها السنة الماضية، هي مجموعة من الشباب اجتمعوا من أجل أن يحظى كل طفل بفرصة للالتقاء بكتاب و مداعبة فكره و قراءته و التمعن فيه يحملون شعارا يرتقي بالطفل من النشأة إلى الريادة " طفل يقرأ، قائد واع، أمة رائدة " هدفهم رؤية صغار اليوم علماء الغد و الرقي بالطفل و العناية به و هو في كنف كتاب و مكتبة محاط بكل الدوافع و المحفزات ليتمكن من تطوير ذاته و التعرف على مواهبه و صقلها و استغلال قدراته و ملكاته أحسن استغلال و كيفية التكيف و التعايش مع العصرنة و الكم الهائل من الماديات و المعلومات في ظل التكنولوجيا الرقمية و المغريات من الألعاب الالكترونية و شبكات التواصل الاجتماعي، و لوضوح الرؤية توجب العمل مع هذه الفئة و هي الطفولة لفتح آفاق جديدة لطفل يعيش تهميشا و انفصالا بين الواقع المرير الصعب وسط أسرته و محيطه و مدرسته و بين العالم الافتراضي الحالم الذي يقتلع جذوره و يبعده عما هو واقعي ليتعرف على العالمين بطريقة عملية و منطقية و يتمكن من الفصل بينهما و الدمج كذلك دون أن يتأثر بسلبياتهما فيكون رائدا و قائدا يعتمد عليه في الواقع و يتحكم في العالم الافتراضي ليحقق أحلامه الواقعية و يحقق الريادة و العالمية و يتشارك ذلك مع غيره دون إلحاق أي ضرر نفسي أو معنوي للطفل . أما فكرة المكتبة الصيفية التي خصصتها مبادرة طفلي يقرأ لكل الأطفال الذين يبلغون ما بين سن السابعة إلى سن الثالثة عشر من العمر دون استثناء بالتعاون و التنسيق مع بعض بلديات ولاية البليدة لتفتح مكتباتها العمومية البلدية خلال فترة فصل الصيف للمطالعة و القراءة و التي تنطلق في تجربة نموذجية بكل من بلدية الصومعة، وادي العلايق و بني مراد من خلال فتح نواد للقراءة تحت تسمية " طفلي يقرأ " تسهدف فئتين من الأطفال، الفئة الأولى هي عامة الأطفال ممن لديهم ميول للقراءة و المطالعة فتخصص لهم أوقات لدخول المكتبات و قراءة كل أنواع الكتب الموجودة بها لقضاء وقت ممتع و التسلية كبديل أو مكمل لنشاطاتهم و هواياتهم الصيفية، أما الفئة الثانية فهم الأطفال المتميزين الذين شاركوا في البطولات الوطنية و الدولية لبرامج تحدي القراءة العربي و أقلام بلادي ممن لديهم الموهبة في القراءة و تمكنوا من قراءة كتب فاقت العشرون كتابا لكل طفل في كل المجالات، ليتمكن هؤلاء من العناية الخاصة و المرافقة لاكتساب مهارات جديدة في فنيات القراءة و تقنيات تفيدهم في عمليات التلخيص و إعداد البحوث و تمنحهم القدرة على الاستيعاب و إدارك ما يقرؤون كما و كيفا، و ذلك من خلال تسجيل أنفسهم عبر تلك النوادي التي يقوم عليها مدربون أكفاء. الفكرة هذه انبثقت بعد دراسة قامت بها مجموعة طفلي يقرأ من خلال جولاتها العديدة و ورشاتها المتنوعة عبر عدة ولايات من الوطن نالت بها استحقاقات و تكريمات من مختلف المؤسسات و الجمعيات، الدراسة قامت على أساس التعرف على احتياجات الطفل حسب فئة السن و حسب المستوى التعليمي و التعامل مع مختلف المستويات و محاولة استقطاب الأطفال و تحبيبهم القراءة عبر ورشات متنوعة فخلصت الدراسة إلى أن الطفل ميال إلى التعلم و الاستكشاف غير أن محيطه لا يوفر له تلك المعارف أو بمعنى آخر هنالك مستويات للمعوقات التي تمنع الطفل من التعلم و حب الكتب و المطالعة، أول تلك المعوقات الوالدين و الأسرة التي تريد أن ترى في طفلها الرجل الناجح دون أن توفر له أدنى المعايير للنجاح و ثانيها المدرسة التي لم يتمكن المعلم فيها من اكتشاف الطاقات و المواهب إما لكثافة البرنامج البيداغوجي أم لضعف في التكوين يمنعه من ذلك، كما أن المحيط العام المادي و النفسي و الاجتماعي يلعب دورا هاما في إغراق الطفل في متاهات و دوامات تبعده عن الهدف الأساسي أو الطموح الفردي الشخصي للطفل، و من هنا توصلت المجموعة إلى ضرورة الانطلاق في مشاريع و برامج تطوعية لفائدة الأطفال كان أشهرها التظاهرات التي تقوم بها بصفة دورية عبر ورشات الرسم و القراءة و الكتابة و الحكايا، و دورات تدريبية لفائدة الأولياء في المرافقة الاجتماعية و النفسية للطفل، و دورات تدريبية متخصصة لفائدة المتطوعين كل في مجال اختصاصه في محاولة لتقريب كل تخصص للطفل بحسب قدراته العقلية و البدنية، كما تعتزم مبادرة طفلي يقرأ التي تنشر كل نشاطاتها و معلوماتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى فتح آفاق جديدة بالتنسيق و التعاون مع النوادي و الجمعيات المتخصصة المتواجدة على مستوى الجامعات و المعاهد المتخصصة لتحضير ورشات و تطبيقات و مواضيع يمكنها بناء فكر الطفل من خلال الكتاب و العودة إليه لتنمية قدراته تحقيا للأهداف المرجوة ليكون قائدا للغد.