أشرف وزير التضامن سعيد بركات على إفتتاح المنتدى الدولي ، حول الاستقلالية والوسائل التقنية وإمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة والذي كان من تنظيم وزارة التضامن الوطني والأسرة ،حيث نشطه العديد من الأطباء و الأخصائيين الجزائريين والفرنسيين في مجال التكفل بذوي الإحتياجات الخاصة بحضور 140 مشارك من الجزائر وفرنسا. حيث ركز وزير التضامن والأسرة من خلال مداخلته على أن الوقاية المبكرة تعتبر من الأوليات، فالإهتمام بالأشخاص المعاقين منذ مرحلة التكوين الجنيني تجنب الدولة خسائر مادية ضخمة تتكبدها ميزانيتها أثناء مرحلة العلاج . وفي نفس السياق أكد الوزير على الدور الفعال للإستقلالية الإقتصادية في إدماج المعاق في المجتمع وتغيير نظرة الأخر إلى إعاقته التي تأتي من خلال التكفل بالمعاق تربويا وتعليميا وفي هذا الصدد صرح الوزير بعدد التلاميذ المعوقين في الجزائر والذي بلغ عددهم حوالي أربعة ألف فيما بلغت عدد المدارس المتخصصة بهذه الفئة حوالي 181 مدرسة على مستوى الوطني . ومن ضمن أهم العوامل التي تساعد في نجاح إدماج المعاق في الجزائر هي الإستفادة والتحكم في التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها في تطوير الوسائل التقنية التي تسهل الحياة اليومية للمعاق وتفعيل مبادرات نقل الخبرات بغرض تكويين مربيين أكفاء ونقل التجربة إلى الجزائر ،إضافة إلى تشجيع البحوث العملية والإهتمام بالإختراعات المنصبة في هذا المجال، ولضمان تجسيد هذه الإجراءات في الواقع أعلن وزير التضامن على شروع الوزارة في دراسة قانون يجبر المؤسسات والمرافق العمومية على تخصيص مساحات ووسائل تسهل تنقل الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة والتخلص من جميع الصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية. وعلى هامش هذا الملتقى أعلن وزير التضامن على عدة مشاريع بهدف تشجيع التلاميذ وطلاب الجامعات من ذوي الإحتياجات الخاصة وتهيئة مناخ مناسب لهم للدراسة ،منها تخصيص حافلتين للأشخاص المعاقين وهي في مرحلة التجريب في إنتظار تعميمها على مستوى الوطني بمعدل خمسة حافلات في كل ولاية ،وتعكف الوزارة على تجسييد مكتبات سمعية حتى يتسنى للأشخاص المعاقين بصريا سماع الكتب والإطلاع عليها إضافة إلى تكثيف إستعمال مطابع البراي وستعقد الوزارة إتفاقية مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال حتى تكون أنترنيت البراي في متناول كل ذوي الإحتياجات الخاصة . من جهة اخرى كشفت وزارة التضامن الوطني و الاسرة عن وجود ما يقارب من مليوني معاق بالجزائر حسب احصائيات سنة 2010 من بينهم 44 بالمائة معاق حركي. وأكدت الوزارة استنادا الى معطيات الديوان الوطني للاحصاء خلال المنتدى الدولي حول الاستقلالية والمساعدة التقنية للاشخاص المعاقين أنه من بين 1975084 معاق بالجزائر يبلغ عدد المعاقين حركيا 284073 معاق (44 بالمائة)و73937 صم بكم (4ر0)و173362كفيف ( 24 بالمائة)167331 معاق ذهني . وفيما يتعلق بشريحة الطفولة أشار نفس المصدر الى وجود 131955 طفل معاق تتراوح أعمارهم بين 0 و5 سنوات و319945 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و19 سنة و1493796 يبلغون 20 سنة وما فوق. وبخصوص اسباب الاعاقة ذكرت نفس المصادر ان نسبة 5ر28 بالمائة مصدرها وراثي أو خلقي ونسبة 7ر16 بالمائة من الاعاقة ناجمة عن الحوادث والجروح و2ر14 بالمائة ناتجة عن التعقيدات الناجمة عن الامراض المعدية و5ر12 بالمائة نتيجة الشيخوخة و9ر7 بالمائة يتسبب العنف البسيكولوجي و2 بالمائة نتيجة تعقيدات أثناء الولادة. كما أن نسبة 37 بالمائة أي أكثر من ثلث الاشخاص المعاقين تم التصريح باعاقاتهم منذ الولادة وسن الخامسة من أعمارهم. وفيما يتعلق بالمؤسسات التي تتكفل بالمعاقين فان عددها 119 مؤسسة مسيرة من طرف جمعيات معتمدة و102 مركز طبي بيداغوجي لفائدة الاطفال غير المؤهلين ذهنيا و6 مؤسسات لفائدة الاشخاص الذين يعانون من العجز التنفسي و21 خاصة بالمكفوفين الشباب و41 بصغار الصم البكم. وتستقبل هذه المؤسسات أكثر من 14 ألف معاق بين أطفال صغار ومراهقين من بين 773 طفلا في اطار التربية المبكرة للتأهيل . ويسهر على تأطير هذه الفئة من المجتمع أكثر من ألفين مؤطر كما تتكفل الدولة بالاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لايستطعون ممارسة أية مهنة بنسبة 100 بالمائة عن طريق منحة خاصة يستفيد منها ما يقارب 200 ألف معاق بتكلفة مالية تقدر ب 54ر9 مليار دج).