كشف تقرير أمريكي بشأن وضع الإرهاب في دول العالم لسنة 2010 ، أن الجزائر حققت نجاحا كبيرا في منع وصول الأموال إلى الجماعات الإرهابية ، خاصة مع رفضها منح الفدية لتلك الجماعات مقابل الإفراج عن الرهائن ، مشيرا إلى التعاون الأمني بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يخص مكافحة تمويل الإرهاب. و أوضح التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية ، أن الجزائر عضو في مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.و أشار الى تعاون الجزائر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في تبادل المعلومات ومنع وقوع هجمات إرهابية عن طريق دورات تدريبية متعددة للشرطة، والقضاة، وموظفي الجمارك بشأن الجريمة الإلكترونية والتهريب وتكتيكات مكافحة الإرهاب. و أضاف التقرير ، أنه بالرغم من مصداقية الجزائر على الاتفاقية الدولية لتمويل الإرهاب و التي تعطيها صلاحية تجميد أموال الإرهابيين، إلا أنه ذكر أن الجزائر ، لم تتمكن لحد الآن من سن تشريعات تمكنها من تجميد أموال الإرهابيين . وتحدث على إصدار الجزائر لمرسوم رئاسي لإجراء المعاملات المالية بالدولار عن طريق بطاقات الائتمان أو غيرها من أجل ضمان الشفافية المالية وتعقب الإرهاب والحد من الفساد، وفقا للتقرير الأمريكي. كما أشاد التقرير ذاته ، بسكان منطقة القبائل ، من خلال تمكنهم من حمل العناصر الإرهابية لإطلاق سراح الرهائن من دون دفع أموال الفدية، حيث أحصى التقرير حسب إحصائيات المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، إطلاق العناصر الإرهابية الناشطة في منطقة القبائل لخمس رهائن مقابل لا شيء، الا أنه تحدث في نفس الوقت على أن العناصر الإرهابية كانت تنتقم من إطلاقها لسراح الرهائن عن طريق شن هجمات إٍرهابية. وأضاف التقرير الأمريكي ، أن هذا التنظيم الإرهابي ، أصبح يشكل تهديدا كبيرا في المناطق الجبلية شرقي الجزائر العاصمة، لا سيما أمام استهدافه بالدرجة الأولى قوات الأمن ، كما أن هجماته استهدفت أيضا مدنيين، وأكد أن الجماعات الإرهابية فشلت في مخططاتها مقارنة بالعشرية الماضية، حيث قال في هذا الصدد ، أن تلك الجماعات الإرهابية بعمليات إلا أنها أقل نجاحا، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك استمرت في تنفيذ هجماتها الانتحارية باستخدام العبوات الناسفة، ونصب الكمائن في مناطق تقع إلى الشرق من الجزائر العاصمة. وأوعز التقرير الأمريكي ، سبب تصعيد الجماعات الإرهابية من عملياتها مؤخرا لا سيما خلال شهر رمضان ، إلى محاولة العناصر الإرهابية الانتقام من العمليات العسكرية التي تشنها عناصر الأمن وقوات الجيش الوطني، مسجلا العمليات الإرهابية التي شنها التنظيم الإرٍهابي في كل من ولاية تيزي وزو وولاية بومرداس ، حيث ذكر في السياق ذاته ، أن تلك الجماعات الإرهابية في الجزائر باتت تتبع الأسلوب العراقي في عمليتها عن طريق الخطف والقيام بعمليات انتحارية. وأفاد التقرير أن مصالح الأمن تمكنت من اعتقال نحو 1175 من العناصر الإرهابية لسنة 2010، وقضت محكمة بومرداس بالحكم غيابيا وبالإعدام ضد ستة إرهابيين بتهمة القتل والانضمام إلى جماعة إرهابية. كاشفا أن الجزائر رفضت طلب العفو على 120 إرهابيا ، بسبب خشيتها من عودة هؤلاء للنشاط الإرهابي. و فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، أكد التقرير أن الجزائر واصلت جهودها الرامية إلى إنشاء آلية إقليمية قابلة للاستمرار في التعامل مع بلدان منطقة الساحل ، من خلال عقدها لعدة اجتماعات منفصلة لوزراء الخارجية في الدول الإقليمية ورؤساء أركان جيوش المنطقة، وأقامت مركزا عسكريا في تمنراست عام 2010، وأنشأت مركزا في وقت لاحق ، لتبادل المعلومات الاستخباراتية في الجزائر تهدف إلى خدمة المعلومات إلى مركز القيادة في تمنراست. و عن مواجهة التطرف والعنف ، حماية للشباب ، أشار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية ، الى تجنيد الجزائر للمساجد وإذاعات القرآن الكريم عن طريق إطلاق نداءات تنبذ العنف وتدعو الجماعات المسلحة لوضع السلاح، مبرزا في هذا الصدد الدور الذي لعبته المساجد ووسائل الإعلام في إقناع العشرات من الإرهابيين للنزول من الجبال، إلى جانب سلطة الحكومة الجزائرية على المساجد ومراجعة الخطب الدينية لوقف التطرف.