لم يبق للمعوزين والفقراء في القرى التي انقطعت عنها الحياة سوى حمل فؤسهم ان كان لديهم فؤوس وقطع أميال سيرا على الأقدام أم على الدواب إن كان لهم دواب، وجلب بعض الحطب المتجمد ثلجا كما تجمدت قلوب رؤساء البلديات والنواب الذين لا وقت لهم يضيعونه مع حل مشاكل الناس خاصة وان الحملة الانتخابية كي ينتخبهم من خلالها الناس على الأبواب، فقارورة الغاز حسب الإشاعة التي ليس لها مناعة في بلادنا وصلت تعدت السقف العادي وصار الحصول عليها بسعر معقول وحتى غير معقول ضرب من ضروب الخبل والحلم والجنون والمستحيل وما شاء لك ان تقول، وفي الوقت الذي استطاع النواب النوم في العسل وتحت بطانيات دافئة واستطاع الأميار ان يعفو ضميرهم من المحاسبة تدخل الجيش، وحتى أعوان الأمن والدرك ليحملوا على عاتقهم مهام كان من المفروض أن يقوم بها رئيس البلدية والنائب الذي انتخبه هذا الشعب الذي يبحث عن الحطب ليتدفأ به ويغلي به بعض الشعير في ماء الثلج ليأكله هنيئا مريئا، مع الأسف في 2012 سيذكر التاريخ أن الكثير من الناس في الجزائر ما زالوا يمارسون مهنة الإحتطاب من الغابات ولكن بشرف، في الوقت الذي ضاع فيه الشرف من المنتخبين المحليين، وكل ما يتمناه الناس أن لا يأتي عليهم يوم يقطع فيه الاميار الغابات ليشيدوا فيها محالات وشقق وبنايات توزع لمدام دليلة وحاشيتها، لذا اتركوا لهم الغابات فقط وابقوا في مكاتبكم.