أفاد مصدر من عائلة عبد الرحمن هواري، أحد الجزائريين الإثنين اللذين أطلق سراحهما من معتقل غوانتنامو، أنه مقيم في منزله بسيدي امحمد بوسط العاصمة، ولكن العائلة أثارت ملف الحالة العصبية لعبد الرحمن وقالت إن الإدارة الأمريكية أطلقت سراحه في حالة شبيهة بالجنون. نقل مصدر أن عبد الرحمن هواري مصاب في ذهنه كثيرا جراء المعاملة التي لاقاها في المعتقل الأمريكي، وقال مصدر قريب منه "إنه في المنزل ولكن أثار التعذيب واضحة فوق جسمه وأصيب بجروح بادية على وجهه ورقبته وباقي جسده"، أما مصطفى حمليل الذي ينحدر من سعيدة، فعلمنا أنه في حالة صحية مرعبة، وأصيب بأمراض غريبة. ويأتي هذا بعد حالة أخرى، يقال أنه جزائري آخر أصيب بالجنون، حيث قالت مصادر متابعة لملف الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو أن هناك 26 جزائريا، منهم ستة يحملون الجنسية البوسنية مع احتفاظهم بالجنسية الأصلية، بينهم حالة مؤسفة لجزائري مصاب بمرض عقلي، واحد منهم تم ترحيله إلى ألبانيا في 2006 ويدعى فتحي بوسنة، أما البقية فقد أبدوا رغبة صريحة للعودة إلى الجزائر. وعما إذا كانت إصابة الجزائري باضطرابات عقلية نتيجة للتعذيب، لم تستبعد المصادر نفسها ذلك، غير أنها أشارت إلى أن الرواية الأمريكية تذكر أنه كان مصابا بجروح لما تم اعتقاله في 2001 على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وأن حالته ساءت بعد ذلك لما جاؤوا به إلى سجن غوانتانامو إلى درجة أنه فقد عقله. وتركت المصادر انطباعا بأن الرواية الأمريكية ليست مقنعة وأن 'إصابة المعتقل بالجنون كان نتيجة للتعذيب.'" للإشارة أفاد وزير الخارجية مراد مدلسي، أول أمس، أن إدارة معتقل غوانتانامو أفرجت عن الجزائريين مصطفى حمليل وعبد الرحمن هواري "لأسباب صحية"، وذكر الوزير للصحافة بمجلس الامة على هامش اختتام دورة اختتام الدورة الربيعية البرلمانية، أن المعتقلين المرحلين من السجن منذ بداية الشهر الجاري، مريضان دون تحديد ما يعانيان منه، ليتبين فيما بعد أنهما تحت طائلة الرقابة القضائية وعلق مصدر " كل الجزائريين الذين رحلوا من الخارج في قضايا إرهاب يتم العمل معهم بهذه الطريقة" وقال نفس المصدر "الأرجح أن يطلق سراحهما بعد إتمام بعض الإجراءات". و يفيد دفاع المرحلين أن قاضي التحقيق على مستوى محكمة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة، إستمع لهما حيث أمر في نهاية جلسة الاستماع بوضعهما تحت إجراءات الرقابة القضائية. ومعظم الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو تم اعتقالهم في باكستان وأفغانستان منذ 2001 و2002 بجانب 6 آخرين تم اعتقالهم في البوسنة مطلع عام 2002 وتم تحويلهم مباشرة إلى غوانتانامو، وال6 هم: عمر بوصرعة، وبلقاسم بن سيحة، ولخضر بومدين، ومحمد نشلة، ومصطفى آيت إيدير، وصابر لحمر، واعتقلتهم السلطات البوسنية بعد ساعات قليلة من تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم بشأن التخطيط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في البوسنة في جانفي 2002.