قال مسؤلون أمريكيون إنه ربما يجري ترحيل ثلاثة رجال جزائريين يحملون الجنسية البوسنية أمس الثلاثاء من معتقل خليج غوانتانامو في كوبا إلى البوسنة لإيداعهم السجن هناك. ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" إلى المسؤولين قولهم على موقعها الاليكتروني إن الرجال الثلاثة يخضعون حاليا لإجراءات ما قبل الإفراج. وكان قاض اتحادي أمريكي قد أمر الشهر الماضي بالإفراج الفوري عن البوسنيين الثلاثة ذوي الأصل الجزائري في قضية سمحت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة بالمضي فيها قدما. وأشارت الصحيفة إلى أنه لن يتم الإفراج على الفور عن مواطنين جزائريين آخرين كانا يعيشان في البوسنة ولكنهما لا يحملان الجنسية البوسنية رغم تورطهما في نفس القضية. وأضاف التقرير أن واشنطن وسراييفو تجريان مباحثات مستمرة بشأن عمليات الترحيل المحتملة. وكان أن مكن القضاء الأمريكي كلا من مصطفى آيت إيدير رفقة عمر الحاج بودلة، صابر الأحمر، بومدين الأخضر، محمد نشلة وبلقاسم بن سايح الذين كانوا يعيشون جميعهم بالبوسنة قبيل اختطافهم المثير في شتاء العام 2002، من الامتثال أمام محكمة مدنية لا عسكرية، ويأتي ذلك بعدما أطلق سراح كل من "حمليلي مصطفى" و"هواري عبد الرحمن" وكذا "عبد العالي فغولي" و"محمد عبد القادر" على دفعتين خلال الفترة القليلة الماضية، وذلك في سياق ما اتفق عليه بداية شهر رمضان الفارط بين كاتبة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ووزير الخارجية مراد مدلسي، حيث كانت ناقشت عمليات إعادة مستقبلية لمعتقلين جزائريين من غوانتنامو إلى بلدهم، ففي جويلية 2008 نقلت الولاياتالمتحدة عبد الرحمن هواري المعروف أيضاً باسم "سفيان حدرباش" 28 عاما، و"مصطفى أحمد همليلي" 39 عاما، من غوانتنامو إلى الجزائر، ليصبحا أول محتجزين جزائريين في غوانتنامو تتم إعادتهما، ولدى الوصول تم التحقيق معهما وبعد ذلك خرجا بكفالة، ثم في 26 أوت تمت إعادة كل من محمد عبد القادر المعروف أيضاً باسم "محمد طراري" 27 عاما، و"عبدولي فيغول" 42 عاما، إلى الجزائر بعد قضاء أكثر من ست سنوات في غوانتنامو، وما زال 21 شخصاً جزائرياً آخرين رهن الاحتجاز في غوانتنامو. وتعود قصة جزائريي البوسنة إلى أن المخابرات الأمريكية نقلتهم إلى مطار مدينة "توزلا"، ومن هناك حملتهم طائرة عسكرية أمريكية إلى القاعدة العسكرية الجوية الأمريكية في تركيا، لينقلوا لاحقا رفقة 28 من المعتقلين إلى أفغانستان، ومن هناك إلى معتقل غوانتنامو، حيث يمكثون حتى الآن، وقد عجزت الولاياتالمتحدة عن إقامة دليل وحيد يثبت انتماء "جزائريي البوسنة" للقاعدة، تماما مثل مواطنيهم ال 20 الذين لم يحاكم أي منهم عدا سفيان برهومي (32 سنة) الذي أسقط "البنتاغون" عنه جميع التهم الموجهة إليه رفقة خمسة سجناء، حيث اتهم بأنه كان مدربا لعناصر القاعدة في كيفية استخدام وصنع المتفجرات. ويبدو أن المفاوضات الأمريكية مع الجزائر بشأن الترحيل قد بدأت تجد طريقا، بعد طول امتناع هذه الأخيرة عن قبول شرط سحب جوازات السفر منهم عند وصولهم إلى الجزائر، ورفض إصدار جوازات إذا طلبوها بعد عودتهم إلى الحياة العادية، وكذا رفض شرط قيام وفود عن وزارة العدل الأمريكية بزيارة المرحلين في حال اعتقالهم في السجون، كل هذا بمقابل تشديد الجزائر على ضرورة إجراء تحقيقات معمقة مع كل مرحل مفترض للتحقق من مدى تورطه فيما يسمى بالإرهاب الدولي. وكانت قوات أمريكية قد اختطفت الجزائريين الخمسة في سراييفو عام 2002، بعدما توصلت محكمة بوسنية إلى أنه لا توجد أدلة كافية لاعتقالهم للاشتباه في تخطيطهم لتفجير السفارة الامريكية في البوسنة.