تسلمت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان أميناتو حيدر أول أمس الخميس بنيويورك جائزة مؤسسة روبيرت ف. كينيدي ميموريال. وأكدت المديرة القانونية لهذه المنظمة الامريكية مارسيلا غونكالفيس مارغرين أنها منحت هذه الجائزة لأميناتو حيدر من بين 120 مترشح من كل العالم من أجل "التعريف بالقضية الصحراوية بالولايات المتحدة". وكانت أميناتو حيدر قد تسلمت كذلك "الجائزة الخاصة كاستلفيلد" 2008 برشلونة وجائزة "خوان ماريا بانديراس" وجائزة "نادي ال25" (2006) كما تسلمت خلال نفس السنة جائزة "فريدوم أواردز 2006" التي تمنحها المؤسسة الأمريكية "ديفانس فوروم فاوندايشن". كما تحصلت على العديد من التكريمات منها جائزة "سيلفر روز 2007" التي تمنحها كل سنة المنظمة الدولية "سوليدار" لمكافأة الأعمال البارزة للأشخاص والمنظمات التي تنشط من أجل العدالة الإحتماعية. وكانت هذه المناضلة الصحراوية التي ولدت بالصحراء الغربية سنة 1967 وتنشط في مجال حقوق الإنسان من خلال دورها الهام في العديد من الحملات من أجل تحرير المعتقلين الصحراويين الذين يناضلون من أجل تقرير مصيرهم، قد أوقفت وسجنت وتعرضت للتعذيب في العديد من المرات من قبل القوات المغربية المحتلة. وأوقفت سنة 1987 دون سبب ودون محاكمة وقبعت في العديد من السجون قبل أن يطلق سراحها سنة 1991. وخلال جولتها عبر العديد من الدول قامت المناضلة بتحسيس الرأي العام السياسي الدولي وكذا وسائل الإعلام حول الوضع في الصحراء الغربية أمام الإحتلال الإستعماري المغربي. كما ذكرت بالانتفاضة السلمية للشعب الصحراوي واصفة اياها ب"التعبير على عزم شعب لم يعد يحتمل ويلات الإستعمار". وأكدت خلال جولتها بفرنسا أنه "بالرغم من القمع الذي تقوم به السلطات المغربية" منذ احتلال الصحراء الغربية سنة 1975 إلا أن "عمل الناشطين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان تمكن من كسر جدار الصمت من خلال إظهار للعالم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" مشيرة إلى "ريح الثورة" الذي عصف يوم 21 ماي 2005 بالعيون واندلاع الإنتفاضة إثر نقل أحد السجناء الصحراويين إلى أغادير". وقالت في هذا الصدد أن هذا الاسير "رفض الجنسية المغربية التي يفرضونها علينا ورفض بطاقة الهوية" وذكرت أميناتو حيدر بأن "رد رجال الشرطة المغربيين كان عنيفا بدعم من فرق الأمن الحضرية وبعض أسلاك القمع الأخرى". وأضافت أن قوات القمع المغربية قامت بتحطيم عشرات المنازل التابعة لمواطنين صحراويين مذكرة بأن هذه الانتفاضة انتشرت بسرعة إلى جنوب المغرب حيث يقطن العديد من الصحراويين وكذا بالمراكز الجامعية التي يدرس بها الطلبة الصحراويون الذين تعرضوا بدورهم إلى أشد أنواع القمع". وأكدت من جهة أخرى أن "الكلمة التي تم سلبها طيلة ثلاثين سنة قد تحررت اليوم" وأنه "يحدوها أمل كبير في أن يتواصل كفاح الشعب الصحراوي من أجل تنظيم استفتاء يضع حدا لهذه المعاناة". وذكرت أميناتو حيدر التي عرفت كيف تستقطب اهتمام الحاضرين "بالمعاناة والقمع اللذين يتعرض لهما الشعب الصحراوي يوميا" مبرزة بعض الصور التي تظهر "بشاعة الجرائم التي قامت بها قوات القمع المغربية". كما نددت ب"جدار العار" الذي يمتد على طول 2.700 كم والذي شيدته القوات المغربية من خلال زرع 3 ملايين لغم مضاد للأفراد "لفصل العائلات الصحراوية مما جعل هذه الأخيرة تعيش مأساة بسيكولوجية". كما تطرقت المناضلة الصحراوية إلى "المقابر الجماعية والفوسفات الأبيض الذي استعملته السلطات المغربية لقمع المقاومة". وأضافت أنه "بالرغم من كل ذلك فإن الشعب الصحراوي يبقى متمسكا بممارسة حقه في تقرير مصيره".