شرع أمس الطلبة في جمع مليون توقيع لمحاكمة الكيان الإسرائيلي وإدانته أمام الهيئات العالمية والأممية، وطالبوا وزير التعليم العالي رشيد حراوبية بالتبرع بمنحتهم الفصلية والمقدرة ب300 مليار سنتيم للشعب الفلسطيني في غزة، كما قرروا القيام بحملة للتبرع بالدم للجرحى في فلسطين وإنشاء صناديق لجمع التبرعات المالية كخطوات عملية لدعم صمود المقاومة الفلسطينية في غزة. وفي تجمع كبير فاق حجمه مجموع ما جمعته أحزاب التحالف ومعها حزب العمال وحزب التجديد الجزائري والمنظمات الجماهيرية مجتمعة وبحضور تعزيزات أمنية غير مسبوقة خشية تحول التجمع الطلابي إلى مسيرة في قلب العاصمة، كشف الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر اسماعيل مجاهد عن تنسيق يجري مع اتحاد الطلبة العرب واتحاد النقابات الإسلامية للقيام بعمل مشترك للتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة، مشيرا إلى تشكيل وفد بعد انتهاء التجمع للذهاب إلى مقرات الهيئات الأممية للاحتجاج عن صمتها إزاء ما يحدث في فلسطين. وتدفق صبيحة أمس آلاف الطلبة القادمين من مختلف جامعات الوطن بساحة دار الشعب بالجزائر العاصمة حاملين لافتات وشعارات منددة بالإرهاب الإسرائيلي وساخطة على العجز العربي والصمت الدولي أمام اتساع دائرة المذبحة الإسرائيلية في غزة والتي تجاوز عدد شهدائها الخمسمائة شهيد وأزيد من 2500 جريح. وقدمت عدة حافلات خاصة من ولايات شرق وغرب ووسط البلاد ممتلئة بالطلبة والطالبات الذين راحوا يرددون أناشيد حماسية وشعارات تدعو إلى الصمود وتتوعد الأعداء والخونة. وفي ساحة دار الشعب تجمع الطلبة في شكل دائري وراحوا يهتفون تحت رقابة أمنية مشددة وحضور ملحوظ لقوات مكافحة الشغب التي طوقت مختلف المداخل المؤدية إلى ساحة أول ماي قلب العاصمة الجزائرية النابض. وردد آلاف الطلبة هتافات غاضبة كسرت الهدوء الذي عم شوارع العاصمة صبيحة أمس "لا استسلام لا انهزام يا كتائب القسام"، "أين أنتم يا أحرار.. غزة غزة تحت النار"، "افتحوا لنا الحدود حتى ندمر اليهود"، "يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار"، وتعالت بين الفينة والأخرى التكبيرات، وكانت في كل مرة دائرة التجمع تتسع مع وصول المزيد من الحشود الطلابية من مختلف الولايات بعد الدعوى التي وجهها المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام الطلابي الحر لجميع فروعه الولائية لتنظيم وقفة طلابية وطنية بالعاصمة بعد عدة وقفات تعبوية ومسيرات محلية في العديد من الجامعات والتي تخللتها مواجهات وصدامات مع قوات الأمن أدت إلى اعتقال العشرات من الطلبة بعد محاولة الطلبة الخروج في مسيرات ومظاهرات سلمية حتى ولو أدى ذلك إلى كسر الحظر القانوني المفروض على المسيرات.