أخذت مبادرات التضامن مع سكان قطاع غزة بولاية غليزان أشكالا متعددة ومتنوعة تعمل على تجسيدها هيئات خيرية وجمعيات محلية يهدف من ورائها الى تقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لضحايا العدوان الاسرائيلي الوحشي. وقام المكتب الولائي لجمعية الارشاد والاصلاح منذ الأسبوع المنصرم في اطار حملة وطنية اختير لها شعار "أغيثوا غزة" بفتح مداومات على مستوى 14 بلدية كغليزان ومديونة ووادي ارهيو وزمورة ومازونة لاستقبال تبرعات المواطنين والمتمثلة على وجه الخصوص في الأفرشة والأغطية والدواء وكذا المواد الغدائية الأساسية. وحسبما أفاد به رئيس المكتب البلدي للجمعية بغليزان، فإن هذه المبادرة المنظمة بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج تعرف حاليا "اقبالا معتبرا" من سكان المنطقة الراغبين في المساهمة بفعالية في التضامن مع أشقائهم الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، مضيفا أن المساعدات ستوجه الى الجزائر العاصمة قبل أن يتم نقلها لأصحابها عن طريق الجسر الجوي الانساني الذي فتحته الجزائر. ومن جهة أخرى؛ لوحظ بقصر الرياضة بوسط مدينة غليزان امس توافد عدد كبير من المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار الذين لبوا نداء الاتحاد الولائي للتبرع بالدم، مشكلين بذلك طوابير طويلة، حيث أبوا إلا أن يعبروا عن مساندتهم ووقوفهم إلى جانب سكان غزة من خلال التبرع بكمية من دمهم لفائدة الجرحى والمصابين بالقطاع جراء الجرائم البشعة المتركبة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي. للاشارة فقد سبق هذه الحملة المنظمة بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حسب مدير المركز الولائي لحقن الدم بغليزان الدكتور عبد القادر بن عيسى عمليتان متنقلتان للتبرع بالدم قام بهما كل من طلبة المركز الجامعي لغليزان ومنتخبي حزب جبهة التحرير الوطني عن طريق استعمال سيارة مجهزة بمختلف المعدات اللازمة. واستنادا إلى المصدر فإن الحملتين السابقتين مكنتا من جمع حوالي 100 كيس من هذا السائل الحيوي، ليشير الى أنه ستقام مستقبلا حملة لجمع كمية اضافية في المركز الجامعي لغليزان بالنظر الى الاستعداد الذي أبداه عدد كبير من الطلبة للتضامن بدمهم مع سكان غزة، فضلا عن عملية مماثلة ستستهدف النساء القاطنات ببلدية سيدي خطاب. كما شرع المركز الثقافي الاسلامي لغليزان امس في جمع توقيعات المواطنين تحت شعار "بتوقيعات أيدينا نرفع الظلم عن أهالينا" وذلك كوسيلة سلمية للفت انتباه الرأي العام والمنظمات الدولية والتأكيد على رفض وادانة حرب الابادة والتقتيل التي يشنها الكيان الاسرائيلي في حق الشعب الفلطسيني الأعزل بغزة، حيث ينتظر حسب المنظمين توجيه الامضاءت التي سيتم جمعها الى المركز الثقافي الاسلامي بالعاصمة لتقديمها الى الهيئات الدولية المعنية. للتذكير يعمل المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريينبغليزان على تحقيق عبر مختلف أرجاء الولاية لمشروع "علم فلسطيني في كل بيت" يرافقه بيع قرص مضغوط لفضح جرائم الجيش الصهيوني بغزة على أن تعود العائدات حسبما علم لدى المشرفين على العملية الى سكان القطاع ،هذا الى جانب انشاء صندوق لجمع التبرعات المالية بالتنسيق مع "مؤسسة القدس الدولية". ومما يلفت أنظار المتجول في شوارع وأحياء مدينة غليزان في هذه الأيام ذلك العدد الكبير من الرايات الجزائرية والفلسطينية من مختلف الأحجام المرفوعة على المنازل والعمارات فصنعت بذلك "ديكورا" غير معهود يعكس مدى تأثر وتنديد المواطنين الغليزانيين بفضاعة وبشاعة المذبحة التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني منذ أزيد من أسبوعين. كما لوحظ على واجهات العديد من المحلات التجارية لعاصمة الولاية ملصقات كتبت عليها أدعية مختلفة لنصرة سكان قطاع غزة في مقاومتهم البطولية للعدوان الاسرائيلي الوحشي كتعبير يبدو وكأنه "صامت" ولكنه يحمل دلالات عميقة ومعبرة عن التضامن المطلق للجزائريين وبأشكال مختلفة مع الشعب الفلسطيني الجريح. (وأج )