انطلقت أمس من ساحة البريد المركزي بالعاصمة الحملة الوطنية للتبرع بالدم لصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ أكثر من أسبوع للقصف الإسرائيلي. وأكد وزير الصحة الدكتور السعيد بركات أن هذه الحملة الوطنية رمزية ومستمرة بحسب احتياج شعب غزة للمساعدات الإنسانية سواء الدواء أو الدم أو الإعانات الأخرى. كما أكد الوزير في تصريح له بعد تبرعه أمس بالدم أن الجزائر تمتلك الوسائل اللازمة لإيصال الدم المتبرع به لمحتاجيه من جرحى القصف الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك الشاحنات المجهزة تقنيا لحفظ الدم ومشتقاته، مشيرا إلى أن التقنيات الحديثة في المجال بإمكانها الإبقاء على عمر الدم ومشتقاته لمدة زمنية طويلة. واعتبر الوزير بركات وقفة البريد المركزي للتبرع بالدم "فرصة تلقائية لكل الجزائريين للتضامن مع شعب غزة، وهي حملة عاصمية رمزية ستُتبع بمثيلاتها عبر كامل ولايات الوطن وتبعث إلى غزة عندما يكون الدخول إليها ممكنا". وأضاف "الجزائر مستعدة لإرسال الأطباء للقطاع ولكن الوضع الراهن لا يسمح بدخولهم، كما أننا مستعدون لاستقبال الجرحى غير أن مشكل الدخول والخروج من غزة يبقى غير ممكن مثلما يطلعنا به الإعلام يوميا". وثمّن الوزير وقفة العاصميين الذين كانوا بالساحة وأبدوا استعدادهم للتبرع بدمهم لصالح إخوانهم الفلسطينيين، معتبرا ذلك من شيم الجزائريين الذين يقفون وقفة الرجل الواحد في المآسي الوطنية مثل الزلازل والفيضانات التي سجلت تبرعا من طرف المواطنين بكل ما استطاعوا وتم تسجيل تبرعات بأكثر مما تستحق الولايات المتضررة "وهذا من كرم الجزائريين -يقول الوزير-لذلك نتوقع جمع كميات كبيرة من الدم خلال هذه الحملة الوطنية لصالح غزة". من جهته قال كمال كزال مدير الوكالة الوطنية للدم في تصريح ل"المساء" أن حملة العاصمة للتبرع بالدم وقفة رمزية مع غزة ولنبين للعالم أن الجزائر دائما متضامنة ومتآزرة مع فلسطين." وبما أن الدم هو الحياة فإننا فكرنا في أن التبرع بالدم لصالح إخواننا الفلسطينيين الذين بالتأكيد هم بحاجة له يمكن أن ينقص ويسد ولو ثغرة واحدة". وتم التحضير لحملة عاشوراء للتبرع بالدم قبيل شهر ونصف، بحسب ما كشفه لنا قدور غربي رئيس الفيدرالية الوطنية للمتبرعين بالدم في إطار برنامج الفيدرالية بالتنسيق مع الوكالة بتنظيم حملة تبرع كل شهرين وتصادف إحياء المناسبة الدينية مع القصف على غزة ولذلك تم تنظيم مبادرة التبرع بالدم لصالح الغزاويين. وقال غربي" من لا يستطيع التزكية من ماله فإنه أكيد يمكنه التبرع بدمه وهذا اضعف الإيمان".