أورد أمس رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل أنه مع رفع الأجر الأدنى مثلما قرر ذلك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأوضح أن نسبة الزيادة سيتم الاتفاق عليها بين الأطراف الثلاثة، وأن "الباترونا" لا تقبل أن يلحقها ضرر جراء ذلك، موازاة مع ذلك كشفت مصادر مقربة من عبد المجيد سيدي سعيد أن هذا الأخير قام مؤخرا بزيارات إلى بعض مقرات أرباب العمل، وهو نفس الشيء الذي بادله به هؤلاء. وشدد مراكشي خلال استضافته في حصة "ضيف التحرير" على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، على أن أرباب العمل لا يريدون أن يتضرروا من أي زيادة تكون فوق طاقتهم، وفي الوقت نفسه لا يحرمون المواطن من رفع أجره، بالنظر إلى تدهور القدرة الشرائية سيما خلال السنوات الأخيرة. وأرجع المتحدث موقف الكنفدرالية إلى كون رفع الأجر الأدنى المضمون يُمكن من رفع القدرة الاستهلاكية للمواطنين، وهو ما يعود بالإيجاب من جهة أخرى على المؤسسات، لكنه لم يُحدد نسبة الزيادة مرجئا ذلك إلى النتائج التي ستنتهي إليها المفاوضات بين الأطراف الثلاثة المعنية. في سياق متصل، أكدت المصادر التي تحدثت إلينا، أن هدف الزيارات التي تبادلها سيدي سعيد مع رؤساء أرباب العمل يتمثل في تقريب وجهات النظر وتبادل الآراء والأفكار في عدد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية المطروحة في الساحة الوطنية قبل الانتقال إلى مرحلة اللقاءات الرسمية، على رأس ذلك المشاكل التي تعاني منها المؤسسات الاقتصادية والعراقيل التي يعاني منها أرباب العمل، إضافة إلى ملف الأجر الأدنى المضمون وملف التقاعد الذي سيكون من بين الملفات التي ستناقشها الثلاثية. ولم تستبعد مصادرنا أن تتواصل اللقاءات التي جمعت الطرفين خلال الأيام المقبلة قبل انطلاق الاتحاد العام للعمال الجزائريين في تحضير مقترحاته فيما يتعلق بكل الملفات التي ستطرح للنقاش في لقاء الثلاثية المقبل، موضحا أن الهدف منها تقريب وجهات النظر وتمكن قيادة المركزية النقابية من وضع مقترحات ورفع مطالب قابلة للتحقيق تطبيقا لما تم الاتفاق عليه في العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي. وتأتي هذه اللقاءات في ظرف حساس بالنسبة للجبهة الاجتماعية، سيما وأن جل العمال ينتظرون ما سيتمخض عنه لقاء الثلاثية المقبل بين الحكومة، المركزية النقابية ومنظمات أرباب العمل، الذي لم يتحدد بعد تاريخ انعقاده، خاصة ما تعلق بملف الأجر الوطني الأدنى المضمون، وهو أحد الالتزامات التي قدمها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال حملته الانتخابية.