توقع الخبير النمساوي في مجال النفط ارستي غروب شتيفرلي، أن ترتفع الأسعار خلال الأشهر القادمة من السنة الجارية إلى ما بين 55 و70 دولار للبرميل، جاء ذلك موازاة مع إعلان "أوبك" تسجيل تراجع في متوسط أسعار سلة خاماتها 38.14 دولار للبرميل وموازاة مع تزايد تصريحات وزراء الطاقة بالمنظمة بإمكانية اتخاذ هذه الأخيرة لقرار خفض الانتاج في اجتماعها العادي المرتقب مارس المقبل. حسب الخبير النمساوي فإن عهد النفط الرخيص يوشك على نهايته بالرغم من أن سعر برميل النفط يقل حاليا عن 40 دولار للبرميل، وبرأيه فإنه من المتوقع أن يرتفع إلى ما بين 55 و 70 دولارا خلال الأشهر القادمة من العام الجاري و ذلك بمجرد أن تظهر مؤشرات قوية تدل على انتعاش الاقتصاد العالمي. وذهب ذات الخبير الذي كان يتحدث في ندوة صحفية إلى التأكيد أنه بالرغم من حدوث شح في المعروض النفطي فإن أسعار الخام سترتفع إلى حوالي 200 دولار للبرميل ما بين عامي 2020 و 2030 موضحا أن حجم الطلب على النفط سيتقلص خلال العام الحالي والقادم بحوالي واحد في المائة في الوقت الذي يتقلص فيه إنتاج النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك بنسبة 6ر0 في المائة تقريبا سنويا. وتوقع الخبير النمساوي مواصلة منظمة "أوبك" تقليص الإنتاج تدريجيا طالما استمر سعر النفط على مستوى يقل عن 75 دولارا للبرميل الواحد، كما توقع أيضا أن تتخذ المنظمة قرارا جديدا خلال اجتماعها القادم في شهر مارس يتعلق بخفض جديد للإنتاج ربما يصل إلى مليون برميل حتى أواخر العام الجاري والمقبل. وكشف أن حجم الاستثمارات الخاصة بتنمية صناعة النفط لا تبلغ في الوقت الراهن حتى 20 في المائة من الحجم اللازم توفره لاستهلاك العالم البالغ حوالي 86 مليون برميل يوميا حاليا والمتوقع أن يرتفع إلى 125 مليون برميل يوميا في الفترة ما بين عام 2020 وعام 2030، مشيرا إلى أن ذلك هو حجم الطلب العالمي اليومي القادر على تلبية متطلبات الاقتصاد العالمي حسب التنبؤات الحالية. وقال الخبير أن ما يزيد من تفاقم المشكلة القادمة هو أن شركات النفط قامت في السنوات الأخيرة بتقليص حجم الاستثمارات بصورة ملحوظة في مجال استكشاف واستثمار الحقول الجديدة . في سياق متصل، أعلنت "أوبك" أن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية واصل الهبوط نهاية الأسبوع إلى 38.14 دولار للبرميل من 39.89 دولار للبرميل يوم الثلاثاء الأخير. يأتي هذا في ظل تصريحات وزراء الطاقة لمنظمة "أوبك" التي تتوقع جلها أن يتم إقرار تخفيض آخر في الإنتاج خلال الاجتماع العادي الذي يرتقب أن تعقده المنظمة بفيينا بتاريخ 15 مارس المقبل باعتبار أن القرار المتخذ في وهران قد طُبق لغاية الآن بنسبة عادلت ال85 بالمئة حسب تصريحات وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. إلى ذلك، أعلن إيغور سيتشين نائب رئيس الوزراء الروسى أن بلاده ستشارك في اجتماع "أوبك" وأن روسيا ستركز في المرحلة الأولى على تنسيق العمل مع أمانة منظمة الدول المصدرة للنفط.