أرجع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السعيد بركات، تأخر استيراد الجزائر للقاح أنفلونزا الخنازير، إلى تماطل المخابر المصنّعة في تسليم الكميات المطلوبة . وقال بركات، في معرض رده على سؤال شفهي بمجلس الأمة أول أمس، إن الجزائر '' كانت ضمن 21 بلدا الأولى التي طلبت اللقاح من مخابر دولية في جويلية الماضي، غير أنه بعد استشراء المرض وتزايد الوفيات، آثرت المخابر تسليم الكميات المنتجة لبلدانها ''. وأمام هذا الوضع يقول بركات '' قمنا بالضغط على تلك الجهات، وتهديدها بمقاطعة باقي منتجاتها، إلى أن وافقت على تسليمنا 20 مليون جرعة من اللقاح، استلمنا منها 450 ألف جرعة إلى حد الآن ''. وأضاف الوزير أن عمليات التلقيح '' ستشمل أفراد السلك الصحي في المرحلة الأولى، وستمتد إلى باقي المواطنين وفق برنامج يعده مختصون، سيحدّدون الفئات التي ستكون لها الأولوية في هذه العملية، التي لن نفرغ منها قبل خمسة أشهر ''. وطمأن بركات إلى سلامة اللقاح، الذي ينتجه مخبر إنجليزي بكندا، وخلوه من الآثار الجانبية الخطيرة، فهو على حد قوله '' مضمون بنسبة 100 % ، ومصادق عليه من قبل منظمة الصحة العالمية، وبالإمكان استخدامه حتى لدى الحوامل، كما أن الكميات التي تصلنا تخضع للمراقبة بمخبر باستور ''. من جهة ثانية أكد المتحدث نجاعة العلاج الذي يقدم للمصابين بأنفلونزا الخنازير وتوفره بكميات كافية، فبالنسبة له '' لا توجد حالة عالجناها بالتاميفلو ولم تشف، وقد شرعت مؤسسة صيدال الجزائرية في تصنيعه ''. وأرجع تسجيل وفيات وسط المصابين إلى كونها " تخص أشخاصا قدموا للعلاج وهم في مرحلة متقدمة من الإصابة بالمرض، استعصى معها شفاؤهم ''. وذكّر الوزير بالحصيلة التي بلغت إلى غاية الأربعاء الماضي، 389 حالة إصابة و16 حالة وفاة، وهي الحصيلة التي قارنها بما سجّل في دول أخرى، '' في دولة غير بعيدة عنّا، وعدد سكانها أقل منا بثلاث مرّات، كان عدد الوفيات مماثلا لما هو مسجل عندنا، وهناك دولة أخرى تقاربنا في عدد السكان، سجّلت بها 2000 إصابة '' يقول بركات . وفي ردّه عن سؤال بخصوص أسباب إقالة مدير معهد باستور البروفيسور عبادي، قال وزير الصحة إنه '' لا علاقة للأمر بأنفلونزا الخنازير، فهو أستاذ جامعي كفؤ وذو مستوى عال، لكن وجدت لديه برودة في التسيير، في حين أن المرحلة تتطلب يقظة كبيرة ''.