نفت السلطات الجزائرية، أمس، أن تكون تلقت أي طلب إعتماد من طرف الصحفيين المغربيين محمد السليماني والحسن فيتبادار، وقال مصدر رسمي لوكالة الأنباء الجزائرية أنه :" لم يتم تقديم أي طلب اعتماد للسلطات الجزائرية من طرف صحافيين مغربيين''. ويأتي هذا التكذيب وفق الوكالة الرسمية عقب ما أسمته ''الادعاءات الكاذبة'' لمدير الصحيفة المغربية ''الصحراء الأسبوعية'' محمد رضا طويجني الذي صرح حسب منظمة محققون بلا حدود أنه ''تم إبلاغ مصالح السفارة الجزائريةبالرباط يوم 15 سبتمبر وأن ردا ايجابيا صدر عن وزارة الاتصال''. وأوضح نفس المصدر ''إن السلطات المعنية لم تتلق أي طلب'' وأن ''تصريحات مدير الصحيفة ما هي إلا مناورة يشوبها كالعادة الغموض والكذب''. وأكد المصدر ذاته أنه ''إذا كان السيد طويجني يتوفر على دليل خطي حول هذا الاتفاق فلينشره''. ويأتي الرد القاطع على مزاعم كثيرة ترددها دوائر مغربية، وتحاول منذ أيام إيهام الرأي العام الدولي أن الجزائر اعتقلت ''تعسفيا'' الصحفيين، لكن الحقيقة أن الشخصين حاولا دخول المخيمات دون أي إذن، وقد حاولت نقابة الصحافيين المغاربة تصعيد الأمر بتنظيم تظاهرة أمام مقر السفارة الجزائرية في الرباط مع علمهم المسبق بأن الصحفيين الحراقة سيرحلون من حيث قدموا خلال ساعات حسب توقيت الرحلات الجوية. وفي السياق يرتقب أن تشهد الجزائر يومي 25 و 26 من الشهر الجاري بفندق دار الضياف بالشراقة ندوة دولية حول ''حق الشعوب في المقاومة حالة الشعب الصحراوي''، وذلك بمشاركة ما يقارب 300 مشارك من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا وآسيا وإفريقيا. ويأتي التصعيد المغربي، في سياق حملة سابقة كانت تتحدث عن منع 20 مغربيا مستفيدا من عملية تبادل الزيارات العائلية، التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، من دخول مطار تندوف بالجزائر فردت جبهة البوليزاريو أن الحكومة المغربية حاولت إقحام مسؤول بالأممالمتحدة للبدء في استئناف الزيارات بين العائلات الصحراوية دون التنسيق مع الجبهة في محاولة منها للتغطية على تعنتها في منع هذه الزيارات منذ عدة أشهر. وقال محمد خداد المنسق مع الاممالمتحدة ''المثير للدهشة هو تواطؤ بعض موظفي المفوضية مع هذا النهج الغريب وغير المعقول حيث وصل الحد إلى التفاهم مع الطرف المغربي بصورة أحادية على تجاوز الطرف الصحراوي وعدم التنسيق معه في مسألة تنظيم رحلات الزيارات العائلية''. واعتبر خداد ''هذا التصرف الطائش'' ''محاولة للقضاء على كل الجهود المبذولة لاستئناف عملية تبادل الزيارات على أسس إنسانية شفافة عادلة وواضحة دون التدخل من الأطراف في تحديد قوائم المستفيدين''، وتتهم جبهة البوليزاريو السلطات المغربية بوقف برنامج تبادل الزيارات عبر الجو منذ مارس الماضي وعرقلة التحضيرات الخاصة بتبادل الزيارات عبر البر والتي تم الاتفاق بشأنها في أوت 2009 بفيينا (النمسا) بهدف زيادة عدد المستفيدين من البرنامج وعدم اقتصاره على الطريق الجوي. وعلق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن المغرب باشر منذ أسابيع حملة تشويه صورة الجزائر، بدأت من خلال تصويرها في صورة المعرقل لمرور المساعدات الانسانية المغربية الى قطاع غزة في إطار قافلة شريان الحياة التي تشارك فيها الجزائر . وأضاف نفس المصدر ل''المستقبل'' أن المغرب ''يتألم من جراء الضغوط التي تمارسها عليه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من أجل قبول مناقشة والتفاوض حول مقترح البوليزاريو الداعي الى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية وعدم الاقتصار على مقترح الحكم الذاتي الذي ينادي به المغرب''. وتكون رسالة بعث بها المبعوث الأممي الخاص كريستوفر روس للنزاع في الصحراء الغربية إلى ''أصدقاء الصحراء الغربية'' في مجلس الأمن أفقدت توازن السلطات المغربية، ما اضطر الملك محمد السادس إلى التنقل على جناح السرعة إلى نيويورك بمناسبة انعقاد الجمعية السنوية العادية لمنظمة الأممالمتحدة.