للعام الثالث على التوالي سطّرت المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب برنامجا ثريا لفائدة الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا غير أن برنامج هذه السنة يكتسي طابعا خاصا، نظرا لاعتماده على طرق جد حديثة، في التحضير النفسي لهؤلاء الطلبة، كما قامت المنظمة بتدارك جل النقائص التي ميزت الدورتين السابقتين، الأمر الذي زاد من درجة الإقبال على الدورة الحالية، التي تمتد إلى غاية ال29 من الشهر الجاري، وقد أفاد عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب في حديثة ل ''المستقبل'' بأن ''حديقة التجارب'' بالحامة، وقع عليها الإختيار هذه السنة لاحتضان دورة التحضير النفسي للطلبة المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا بعدما احتضنت غابة بوشاوي دورة سنة ,2008 بينما جرت دورة السنة الماضية ب ''بحيرة رغاية'' ثم اختيار ''حديقة التجارب'' حسب المتحدث ما زاد من درجة الإقبال، حيث بلغ عدد المشاركين إلى حد الآن 1265 طالبا وطالبة، متوقعا أن يصل إجمالي عدد المقبلين على دورة هذه السنة أزيد من ثلاثة آلاف مشارك. ولخص ''عبد الكريم عبيدات'' أهداف هذه الدورة، التي ترعى الجانب النفسي للطلبة المقبلين على اجتيازه دورة البكالوريا، في خلق الثقة لدى الطالب، حتى يتغلب على الضغط النفسي الذي يواجهه يوم الإمتحان كما يراعي برنامج الدورة حتى العملية التنفسية لدى الطالب، حيث أن طريقة التنفس أيضا تكتسي حسب كلامه أهمية بالغة في القضاء على القلق والاضطراب النفسي لدى المشرحين، وواصل المتحدث كلامه بالتأكيد على أن برنامج الدورة الحالية هو حصاد لدراسات معمقة قامت بها المنظمة، التي استعانت بخبرة العديد من المختصين في مجال علم النفس والبيداغوجيا، الذين رسموا معالم هذا البرنامج، الذي يعتمد في مرحلة أولى، على الاسترخاء الجسدي، باستخدام كرات ضخمة، وكذا عملية تدليك الرأس باستعمال جهاز خاص، وهي العملية التي من شأنها تخفيف الضغط لدى الشخص، علاوة عن تدليك باقي الجسم، من أجل القضاء على الضغط العضلي، كما أدخلت تقنية جديدة، تتمثل في استخدام الموسيقى، وقد وقع الاختيار هذه المرة على ''موسيقى تيتانيك'' الهائدة لتخفيف الضغط على الطلبة، خاصة مع اقتراب موعد الإمتحان، كما أن الجانب السينمائي نال حظه هو الآخر في هذا البرنامج حيث يعرض على الطلبة شريط وثائقي، يصور أعماق البحار، لا تتعدى مدته ال15 دقيقة، وهذه ا لطريقة وفق محدثنا من أحدث الطرق المستعملة في الإسترخاء الذهني. كما يولّي برنامج الدورة أهمية أيضا للجانب البيداغوجي، الذي اختصره عبد الكريم عبيدات، في تقديم جملة من النصائح والإرشادات للممتحنين حول إحضار مختلف الأدوات، وكيفية التحكم في ورقة الإمتحان، والأوقات المفضلة للمراجعة، وضرورة النوم باكرا في فترة الإمتحان، مع اختيار نوعية الغذاء المتناول وحتى لون اللباس. وأبدى رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب تفاؤله الكبير بتحقيق نسبة العالية من النجاح للطلبة المشاركين في هذه الدورة مذكرا في ذات الوقت بأنه في الدورة الأولى فاز نصف المشاركين فيها في امتحان البكالوريا، بينما تعدت نسبة النجاح العام الفارط ال60 بالمائة، داعيا إلى توسيع هذه الدورات كي تشمل باقي ولايات القطر الجزائري، وأن لا تبقى محصورة في العاصمة لوحدها، كما أبدى عبد الكريم عبيدات تأسّفه الشديد عن عدم مشاركة بعض الوزارات المعنية (وزارة التربية، وزارة الشبيبة والرياضة ، وزارة التعليم العالي ، وزارة التضامن) في دعم من هذه الدورات.