أجمع محامون فرنسيون ومجاهدون جزائريون بأن إعدام فرنسا لفرناند إيفثون لتعاطفه مع الثورة الجزائرية سيبقى وصمة عار في تاريخ فرنسا الإستعمارية . صرح المحامي الفرنسي فرنسوا ماريني ل'' المستقبل '' على هامش ندوة تخليد ذكرى فرناند ايفثون التي نظمتها جمعية 8 ماي بجريدة المجاهد أن إعدام ايفثون بالمقصلة الفرنسية يبقى وصمة عار في التاريخ الفرنسي ، معقبا ''أتأسف عن هذه الجريمة التي قام بها بلدي ..." . وبدوره صرح آلبارث سماجة الذي كان محاميا لإيفثون أن همجية النظام الإستعماري جعلت الكثير من الفرنسيين وغير المسلمين يتعاطفون مع القضية الجزائرية . أما شقيق ايفثون السيد لوي ايفثون والذي أبكته هذه الإلتفاتة لأخيه، فأضاف أنه تعرض للطرد من عمله في الجزائر بعد اكتشاف أمر تعاطف أخيه مع الجزائر، ومن ذلك أضطرت العائلة الى مغادرة البلد، خاصة وأن ايفثون الذي كان متعاونا مع الثورة الجزائرية قام بوضع قنبلة في مصنع الغاز الذي كان يعمل فيه بالرويسو بالعاصمة . وهو السبب الذي أعدمته لأجله فرنسا ويكون ثالث محكوم عليه اعداما بالمقصلة الفرنسية، ليضيف المتدخلون أن فرنسا أعدمت ايفثون ليكون عبرة للفرنسيين الذين يحاولون التعاطف مع الثورة الجزائرية . ومما زاد في بشاعة المستعمر الفرنسي شهادة أخ ايفثون الذي صرح أنهم لم يتمكنوا من معرفة جثة أخيهم الذي تم دفنه في البداية بمقبرة العالية لينقل بعدها الى المقبرة المسيحية ببولوغين. وهو ما تساءلت حوله المحامية فاطمة بن براهم والمهتمة بالشأن التاريخي عن سبب قيام المستعمر الفرنسي بدفن ايفثون بالعالية في البداية ثم تقوم بنقله بعدها الى المقبرة المسيحية؟ وأضافت المحامية أن ايفثون كان أول فرنسي يعدم في الجزائر عن طريق المقصلة. وعن بشاعة المقصلة الفرنسية يتحدث محامي الشهيد أحمد زبانة السيد زرطال الذي كان حاضرا في هذه الندوة التاريخية، والذي مازالت مشاهد اعدام زبانة ترهق نفسيته، فقد صرح أن المقصلة الفرنسية كانت وسيلة بربرية وهمجيتها هي التي دفعت بالكثير من الجزائريين الى الإلتحاق بالجبال وزادتهم اصرارا وعزما على الإستقلال، ونفس الشيء بالنسبة للأوروبيين الذين كرهوا السياسة الإستعمارية وتضامنوا مع الثورة . وعلق محامي زبانة على لقائه مجددا بمحامي ايفثون بعد الإستقلال قائلا ''هذا يدل هذه المرة على أن الإتحاد سيكون من أجل الأبد'' . للإشارة فإن فرناند ايفثون ولد في الجزائر سنة 1926 وإعدام بسجن بربروس سنة ,1957 غيرأن اسم هذا المتعاطف مع الثورة الجزائرية لم يعرف كثير ا على غرار موريس أودان، وبهذا الصدد تضيف بن براهم أنهم وبعد اطلاعهم على قائمة المحكوم عليهم بالإعدام الموجودة بوزارة العدل وجدوا اسم هذا الفرنسي مدرجا في المرتبة الثالثة بعد اعدام جزائريين.