اعتبر السيد مصطفى بودينة رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام أن جيل الاستقلال والشعب الجزائري يعلم جيدا تاريخ بلاده ولم ينس ما فعله الاستعمار الفرنسي بآبائه وأجداده، موضحا أنه لاجدوى من الحديث عن توطيد جسور الصداقة مع الشعب الجزائري على حساب الحنين الى جزائر فرنسية. كما اقترحت مجموعة من الشخصيات التاريخية تسمية بعض الشوارع والساحات العمومية بأسماء الشخصيات الفرنسية التي ساعدت الثورة التحريرية وقدمت أرواحها في سبيل الجزائر. وأضاف السيد بودينة في رده على السلطات الفرنسية التي تريد إقامة علاقات صداقة مع الجزائر دون أن تعتذر عن جرائمها الاستعمارية التي ارتكبتها طيلة 132 سنة التي احتلت خلالها الجزائر أن الحنين الى جزائر فرنسية انتهى. وأكد المتحدث أن الرأي العام الفرنسي لا بد أن يفرق بين فرنسا الحالية وبين النظام الاستعماري الذي ارتكب جريمة في حق الإنسانية وعذب الجزائريين وقتلهم ودمر هويتهم. كما دعا المتدخلون خلال الندوة التي نظمتها جريدة المجاهد بمناسبة ذكرى 19 ماي التاريخية أمس الى إعطاء أهمية للشخصيات الأوروبية والفرنسية البطلة التي وقفت الى جانب الثورة الجزائرية وحاربت الاستعمار الفرنسي، خاصة أولئك الذين ماتوا من اجل الجزائر أمثال فرناند ايفتون الذي أعدمته السلطات الفرنسية في 11 فيقري عام .1956 وهو السياق الذي أشار من خلاله المتدخلون الى التقصير الموجود في حق هؤلاء الفرنسيين الذين لعبوا دورا كبيرا إبان الثورة وساعدوا كثيرا المجاهدين وجيش التحرير الوطني، أمثال ''مايو''، ''أودان''، وغيرهما، رغم انهم غير معروفين عند عامة الجزائريين في الوقت الذي تقل فيه المراجع والكتب التاريخية التي تتحدث عنهم بالرغم من أنهم قدموا الكثير للجزائر مما جعلهم يتلقون عقوبة مزدوجة لاسيما من فرنسا التي اتهمتهم بخيانتها ما داموا من أصول فرنسية لتسجنهم وتعذبهم ثم تعدمهم. وخصصت هذه الندوة التي نظمتها جريدة المجاهد بمناسبة إحياء ذكرى ال 19 ماي 1956 تاريخ اضرب الطلبة الجزائريين والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني خلال الثورة للحديث عن شخصية فرنسية عاشت بالجزائر وناضلت الى جانب جبهة التحرير وجيش التحرير الوطنيين وقدمت عدة مساعدات للمجاهدين وللثورة المسلحة الى أن أعدمت على يد الجيش الفرنسي ويتعلق الأمر بفيرنوند ايفتون الذي ولد بالجزائر عام 1926 وعاش بحي المدنية بالجزائر العاصمة، حيث كان يشتغل موظفا بمصنع الغاز بالحامة بالرويسو وكان يناضل الى جانب هانري مايو وأحمد عكاش بفرع الشباب الشيوعي منذ عام 1943 الذي تحول الى فرع وحدة الشباب الديمقراطي الجزائري، الى جانب نضاله النقابي في الوحدة الكنفدرالية العامة للعمل، ليلتحق بعدها بالوحدة العامة للنقابات الجزائرية ثم الثورة المسلحة سنة 1955 الى جانب عبد القادر قروج، فليكس كولوزي، محمد مشلاف، يحي بريقي، جورج أكمبورا وآخرين الذين كانوا ينشطون بالعاصمة. وقد شارك في عدة عمليات استهدفت أماكن الفرنسيين تمثلت في أعمال تخريب ممتلكاتهم ووضع متفجرات حيث كلف بوضع قنبلة بمصنع الغاز الذي كان يشتغل فيه وحرص على أن لا تخلف القنبلة قتلى بل خسائر مادية للسلطة الفرنسية فقط في نوفمبر 1956 قبل 11 يوما من القبض عليه وإحالته على العدالة التي أصدرت في حقه حكما بالإعدام، حيث رفض وزير العدل الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتران والرئيس الفرنسي كل طلبات العفو عنه التي تقدم بها محاميه. ليتم تنفيذ حكم الإعدام ضده الى جانب مجاهدين آخرين هما محمد قنوري وأحمد لكحناش اللذين كانا يرددان كلمة ''تحيا الجزائر حرة'' لدى اقتيادهما لمكان الإعدام في صبيحة يوم 11 فيفري 1957 .