خرجت مظاهرات عدة بالولاياتالمتحدة رافضة لما وصفه المشاركون بالمواقف العنصرية والمعادية للأقليات للرئيس دونالد ترمب على خلفية أحداث مدينة تشارلوتسفيل في فرجينيا، في حين استقال ثلاثة أعضاء من مجلس استشاري بالبيت الأبيض. ففي نيويورك تجمع مئات المحتجين في ساحة التايمز ، وساروا باتجاه برج ترمب في مانهاتن، مرددين عبارات من قبيل "لا لأميركا العنصرية" و"لا لترمب". وشهدت الاحتجاجات توقيف ثلاثة متظاهرين. وانتقد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية رد الرئيس الأميركي على عملية الدعس والمواجهات التي وقعت في مدينة شارلوتسفيل أول أمس، وأكدوا أن إدانته العلنية للمنظمات اليمينية المتطرفة جاءت متأخرة جدا. كما اتهم المحتجون ترمب بتعزيز البيئة التي سمحت لهذه المنظمات بنشر أفكارها المتطرفة وأكدوا أنهم سيقفون بطريقة متحدة ضد ما وصفوه بأجندة إدارة ترمب العنصرية. كما خرجت مظاهرات احتجاجية في كبرى المدن الأميركية الأخرى مثل لوس أنجلوس ودنفر وسياتل وسان فرانسيسكو وشيكاغو وغيرها. وأسقط متظاهرون مناهضون للعنصرية في مدينة دورهام بولاية كارولينا الشمالية النصب التذكاري لما يعرف بجنود الكونفدرالية. من جهة أخرى، قدم رئيس مجلس إدارة شركة إنتل بريان كرزانيتش استقالته من المجلس الاستشاري للصناعة في البيت الأبيض احتجاجا على "إدانة الرئيس ترمب غير الكافية" لأحداث شارلوتسفيل في ثالث استقالة بصفوف المستشارين بالبيت الأبيض. وجاء ذلك عقب استقالة مماثلة من المجلس أول أمس لكل من كينيث فرايزر المدير التنفيذي لشركة "ميرك أند كو" لصناعة الأدوية، وكيفن بلاك رئيس شركة "أندر أرمور". وكان مايكل سيغنر عمدة مدينة تشارلوتسفيل قد قال إن ترمب "وراء تنامي جرأة الجماعات اليمينية" التي نظمت السبت الفارط مظاهرة أسفرت عن وقوع قتيل ونحو 30 مصابا. وتعرض ترمب للانتقاد بسبب استجابته بشكل قوي وفي الوقت المناسب للذين يتبنون الأفكار العنصرية لجنود الكونفدرالية, وهم جنود القوات العسكرية للولايات التي رفضت تاريخيا تحرير العبيد وأعلنت الانفصال عن الولاياتالمتحدة, وأدى ذلك إلى نشوب الحرب الأهلية الأميركية. وكان الرئيس ترمب قد وجه - بشكل متأخر كما يرى منتقدوه- إدانة قوية ومباشرة لعدد من الجماعات اليمينية المتطرفة على خلفية أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل في فرجينيا. وخلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، دان ترمب كلا من جماعة "كي كي كي" اليمينية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض إضافة إلى النازيين الجدد. وقتلت امرأة (32 عاما) وأصيب 19 آخرون إثر حادث دعس استهدف المتظاهرين بوسط المدينة (يمين ومناهضين لهم)، بينما أصيب البقية في مواجهات مباشرة بين المتظاهرين، حيث نشبت أعمال عنف بين جماعات يمينية متطرفة. وبدأ احتشاد المئات من مجموعات اليمين المتطرف الخميس الماضي احتجاجا على عزم بلدية تشارلوتسفيل تحطيم تمثال الجنرال "روبرت إي لي" الذي كان يؤيد العبودية، حيث وقعت الحوادث بعدها.