لقد ارتبط الجزائريونبفلسطين ارتباطًا روحيًا عميقًا ، باعتبار فلسطين أرض مقدسة ، ومباركة ، ولهذا فإن الجزائريين لا يميزون بين مدينة القدس الشريف ومكةالمكرمة والمدينة المنورة ، ودرجوا على اعتبار أن من حج ولم يُصلي بالمسجد الأقصى ، فإن حجه ناقص وأنه لم يتمم مناسك الحج ، وفي هذا اعتبر إمام الجزائر الشيخ «عبد الحميد بن باديس » أن رحاب القدس الشريف مثل مكة والمدينة وأن الدفاع عنها فرض عين على كل مسلم. ولقد كان للجزائريين نصيب كبير في الدفاع عن بيت المقدس ، منذ عهد صلاح الدين الأيوبي ، ومن قبل صلاح الدين كان الجزائريون يقاتلون في جيش نور الدين زنكي، في حروبهم مع الصليبيين لتحرير بيت المقدس ، ولعل أشهرهم : «عبد العزيز بن شداد بن تميم بن المعز بن باديس » أحد القادة العسكريين للسلطان صلاح الدين الأيوبي الذي كان له شهرة واسعة في محاربة الصليبيين ، وهو من العائلة الباديسية التي أنجبت أيضًا إمام النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس .ولقد وقف الشعب الجزائري وقفة رجال تاريخية واضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ سنة 1931، فقد اتصل (أحد ابرز قادة الحركة الوطنية الجزائرية ) « المجاهد مصالي الحاج» بقادة العمل الفلسطيني ، حيث التقى مع الشيخ أمين الحسيني ، مفتي فلسطين وأحمد حلمي باشا ، رئيس حكومة فلسطين ، و أكد لهما دعم الجزائريينلفلسطين ضد الاحتلال البريطاني واليهود بكل الطرق حتى تحرير الارض الاسلامية العربية الفلسطينية وعندما اشتعلت الثورة الكبرى بفلسطين (1936-1939)، نظمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب حملات تعبئة ومساندة وحملات لدعم الثوار الفلسطينيين بالسلاح والمال ، كما نظمت الحركة الوطنية مهرجان شعبي ضخم بالعاصمة الجزائرية ، أشرف عليه الزعيم « المجاهد مصالي الحاج» ودعا فيه لوقف المجازر ضد شعب فلسطين كما أسس النواب المنتمون لحزب الشعب الجزائري « الهيئة الجزائرية لمساعدة فلسطين العربية »،. وقد أدى المهاجرون الجزائريون دورًا بارزًا في ثورة 1936، فقد شاركوا بثلاثة فصائل عسكرية ، وقد اختص كل فصيل بمهمة عسكرية، فصيل «صفد» اختص بالهجوم المباغت، وفصيل «حيفا» اهتم بنقل السلاح، وفصيل «طبرية» اختص بنسف أنابيب البترول، فضلاً عن علاج المصابين وإطعام المجاهدين وتزويد الثوار بالمعلومات. حيث ان مئات الجزائريين عاشوا في فلسطين فرارا من بطش الاحتلال الفرنسي وكان لهم دور في المقاومة وكثير من العائلات الفلسطينية الموجودة اليوم لها اصول جزائرية عريقة وهم احفاد المقاتلين الجزائريين الشرفاء ومع اندلاع حرب النكبة 1948 ، تضافرت جهود العلماء والزعماء الجزائريين في تشكيل «الهيئة العليا لإعانة فلسطين »، وقد استطاعت الهيئة في مدة وجيزة ، من تجهيز 100 مجاهد وأرسلتهم إلى ميدان الجهاد المقدس بفلسطين ، هذا بالإضافة إلى المئات من المجاهدين الذين تطوعوا وتكفلوا بأنفسهم ، وشارك الجزائريون فعلا في عشرات المعارك ضد الصهاينة خلال حرب 1948 ، وتعد معركة قرية « هوشة » أشهر هذه المعارك حيث استشهد فيها 35 شهيد جزائري ، ودامت المعركة من السادسة صباحًا من يوم 15 إبريل 1948 ، إلى منتصف الليل من نفس اليوم وتكبد العدو خسائر فادحة وفر هاربا امام صمود وبطولة المقاتل الجزائري العربي المسلم المخلص لكل قضايا العروبة والإسلام . لقد رأى الشعب الفلسطيني في الجزائر مثلا يُقتدى به منذ نَيْل الجزائر لاستقلالها من الاحتلال الفرنسي البغيض عام 1962 ؛ حيث نظر الشعب الفلسطيني إلى حرب الاستقلال الجزائرية -التي استمرت منذ عام 1954 حتى 1962 - على أنها نموذج يُقتدى به ويُتَعلَّم منه البطولة في صراعه لنيل استقلاله. وتوارث شعبنا قصص بطولات عبد القادر الجزائري وجميلة بوحيرد واحمد بن بلا وغيرهم وعلى الصعيد السياسي كان للجزائر أثر جوهري وكبير في موافقة القمة العربية في ديسمبر 1964، على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وكانت الجزائر من اوائل الدول التى اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وتم افتتاح أول مكتب للمنظمة في صيف عام 1965 وتم استقبال الفان وخمسمائة مدرس فلسطينى بناء على طلب الحكومة الجزائرية للعمل في الجزائر كما تم تدريب الضباط الفلسطينيين في جيش التحرير الفلسطيني فتم تخريج أول دفعة من كلية شرشال العسكرية في عام 1966 .وفي عام 1974 تم افتتاح سفارة فلسطينية في الجزائر، وفي نفس العام نالت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأممالمتحدة خلال الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة عندما كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لهذه الدورة. وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى أدانت الجزائر بشدة الممارسات الإسرائيلية وعقدت قمة طارئة لجامعة الدول العربية عام 1988 وتوصلت إلى قرار بدعم الانتفاضة. وبعد إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988، كانت الجزائر أوّل دولة تعترف بدولة فلسطين وذلك في نفس يوم إعلان الاستقلال وقامت الجزائر بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة فلسطينالمحتلة بحلول يوم 18 ديسمبر 1988. ... واستمرت الانتفاضة واستمر دعم الجزائر ومساندتها رسميا وشعبيا للقضية الفلسطينية وجاءت السلطة سنة 1994 واستمرت العلاقات الحميمة بين الشعبين الى اليوم الى الابد ان شاء الله لان الحب الجزائريالفلسطيني هو حب فطري يمتزج في الجينات الوراثية لهذين الشعبين المناضلين لذلك لا تستغرب حين ترى العلم الفلسطيني يعجّ ويرفرف في ملعب كرة القدم الجزائري ، ولا تستغرب حينما يشكل الجهور الجزائري وبشكل منسق وإبداعي وجميل جدا شكل كلمة غزة في مدرجات الملعب بأضواء الجوالات وفي نفس الوقت تسمع المعلق الرياضي الجزائري يحذر اللاعبين الجزائريين من هزيمة المنتخب الفلسطيني ويرجو ان يفوز المنتخب الفلسطيني وهذا الكلام الفيديو موجود على الانترنت ومتداول بكثرة .. لا تستغرب حين ترى شابا جزائريا يتوشح كوفية فلسطينية بكل فخر وكبرياء ولا تستغرب ابدا حين ترى الشباب الفلسطيني المقاوم يرفع علم الجزائر خلال المواجهات اليومية بينهم وبين الاحتلال الصهيوني عند كل نقاط التماس.... ختاما لا تستغرب بدا ان يبكي الزملاء الفلسطينيين حزنا على رفيق دربهم الاعلامي الجزائري المرحوم (( يعقوب بوقريط )) مدير تحرير صحيفة التنوير الجزائرية والذي كان يتبنى القضية الفلسطينية ويقول " نحن لفلسطين جنود حينما ينطق الحجر " فهو رحمه الله كان يريد ان يستكمل المسيرة النضالية للأجداد الجزائريين ويشارك في معركة التحرير الكبرى مستقبلا عندما ينطق الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله اننا اليوم نستعرض تاريخ الجزائر وننعي الزميل الرائع يعقوب بوقريط رحمه الله الذي اختاره الله الى جواره ونعده اننا سنأتي الى الجزائر قريبا لنضع باقة من الزهور على قبره وعلى قبر الزميلة الصحفية امال المرابطي وعلى قبر جميلة بوحيرد وعبد القادر الجزائري وهواري بومدين وكل الرموز الوطنية الجزائرية ختاما اؤكد على ان هذا العشق المتبادل و المتلازم في وجدان الإنسان الجزائري والإنسان الفلسطيني له سر الهي لا يمكن ان يعرفه الا من يشعر به ولا يمكننا اختزال تلك المشاعر الراقية في بضع سطور او كلمات او حروف ، رحم الله الزميل الحبيب يعقوب بوقريط الذي كان موته هو الملهم لنا لكتابة هذه الكلمات بحب وصدق وحزن ووفاء