أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحميد حمداني بالولاية المنتدبة المنيعة (275 كلم جنوبغرداية) على إطلاق مشروع إنجاز المقر المركزي لديوان تنمية الزراعة الصناعية بالمناطق الصحراوية. وتتمثل مهمة هذا الديوان الذي استحدث بموجب المرسوم التنفيذي رقم 20-265 الصادر في 22 سبتمبر 2020 والمنشور بالجريدة الرسمية رقم 57، في ضمان ترقية الاستثمارات الفلاحية والزراعات الصناعية من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية والتسيير العقلاني لملف العقار الذي أسندته له الدولة، و تحديد في ذات الإطار المحيطات الفلاحية التي يمكن أن تستقبل مشاريع الاستثمار الكبرى سواء منها الفلاحية أو الزراعة الصناعية و إعداد الدراسات التقنية المعمقة من خلال مكاتب دراسات متخصصة . ويتوخى أيضا ضمن أهداف هذا الديوان الذي تشمل صلاحياته مجموع الولايات الصحراوية مرافقة حاملي المشاريع من خلال منح الامتيازات المقررة في التشريع بخصوص الاستثمار على أساس معايير الاختيار المحددة في هذا الإطار وضمن مختلف العمليات ذات الصلة بإنجاز ونشاط المشروع، حسب بطاقة المشروع . كما يضمن أيضا متابعة وتقييم وتنفيذ مشاريع الاستثمار والسهر على احترام دفتر الأعباء ومكافحة البيروقراطية. ولدى إشرافه على إطلاق هذا المشروع، حث حمداني السلطات المحلية على تسريع وتيرة إنجاز هذا الهيكل والسهر على احترام معايير الإنجاز. وتفقد وزير الفلاحة والتنمية الريفية بمعية الوفد المرافق له أول مستثمرة فلاحية نموذجية في الفلاحة الصحراوية ''تحت الرش المحوري" بالمنيعة. وتمتد هذه المستثمرة النموذجية على مساحة بنحو 1.800 هكتار، وأطلقت في 1988 من قبل فلاح مختص في زراعة الحبوب، حيث تختص في زراعة الحبوب والزراعة الحقلية وإنتاج البذور، وقد تحولت إلى مستثمرة "رائدة" ونموذجا في الاستثمار في الزراعات الاستراتيجية (حبوب وبطاطس وحليب ومشتقاته وغيرها). وأكد حمداني في هذا الصدد أن الدولة ترافق المستثمرين في شتى المجالات تقنيا وتجهيز وتجنيد الموارد المائية و الطاقوية. وأشار الوزير من جهة أخرى أن دائرته الوزارية ستشرع في مراجعة مختلف أجهزة دعم الفلاحة وتأهيلها حتى تساير الواقع الحالي. كما ذكر أيضا أن محطة جهوية للمعهد الوطني للزراعات الكبرى سيتم إنجازها بهدف تحسين المردود والإنتاجية، وأيضا الرفع من إنتاج الزراعات الاستراتيجية و تثمين قدرات المنطقة، داعيا إلى مضاعفة الجهود للرفع من الإنتاج الفلاحي، سيما المنتجات الاستراتيجية على غرار الحبوب والحليب بما يسمح بالتقليل من التبعية الأجنبية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وحتى التوجه نحو التصدير. واطلع الوفد الوزاري بذات الموقع على التجربة الرائدة في الحبوب بالمنيعة سيما ما تعلق منه بإنتاج البذور المحلية مع تحكم أفضل في اقتصاد السقي. وقبل ذلك دشن وزير الفلاحة والتنمية الريفية مقر وحدة تعاونية الحبوب والخضر الجافة بالمنيعة، قبل أن يعاين محيط فلاحي بالمكان المسمى "وادي الحجرة البيضاء" و مزرعة لمواد محلية المسماة "خيرات بلادي" بحاسي لفحل. وترأس عبد الحميد حمداني مساء أول أمس بغرداية لقاء مع المهنيين وشركاء القطاع لعشر ولايات من الجنوب.