أكد عدد من رواد المسرح أن النهوض بأب الفنون الذي يوجد الآن في حالة لا تبعث على الارتياح بالبليدة يستدعي تضافر جهود الإدارة الوصية مع أهل الفن المسرحي من كتاب ومخرجين لوضع إستراتيجية واضحة المعالم ترمي إلى استغلال الطاقات المبدعة الموجودة بالولاية في هذا المجال . ويرى عبد الرحمان سطوف وهو باحث في المسرح أن استرجاع مكانة البليدة التي كانت رائدة في ميدان هذا الفن يتطلب من المديرية الوصية فتح المجال أمام المثقفين بما فيهم أهل الخشبة من خلال تشجيعهم ماديا ومعنويا ووضع الإمكانات اللازمة المتوفرة أمام أيديهم خاصة وأن الفرق المسرحية الموجودة تتوفر على مواهب إبداعية وقدرات تمثيلية في مستوى التطلعات. وبدوره اعترف عبد الحكيم بوزيان رئيس جمعية "حلقة محمد توري"المسرحية هو الآخر بتدني مستوى المسرح بالبليدة مؤكدا أن إعادة الاعتبار للفن الرابع ينبغي أن يتحقق أولا باتخاذ موقف حازم من أجل بعثه من جديد . وقال أن جمعيته التي استطاعت بأعمالها الفنية العديدة أن تبرز على الساحة المحلية والوطنية وأن تشرف الجزائر على المستوى المغاربي هي الآن في طريق الاندثار بسبب قلة الاهتمام بها كما حدث لجمعيات عديدة تنشط في الميدان المسرحي ومنها مسرح "زهرة الأطلس" "المنار" و " الفرجة" التي لم يبق منها سوى الاسم فقط . وكانت هذه الجمعيات تنشط بشكل جيد واستطاعت أن توصل إلى الجمهور رسالات سامية وهادفة تنبع من الانشغالات الأساسية للمجتمع الجزائري وتعالج مواضيع اجتماعية وسياسية واقتصادية ذات اهتمام بليغ لدى الجمهور تارة بشكل جدي وتارة في قالب هزلي وكانت تلقى التجاوب المنتظر من الحضور. وكانت البليدة بعد الاستقلال مباشرة بفضل جمهورها الذواق للمسرح وإقبالهم الكبير عليه كما أوضح سطوف - تحتضن العرض الأول لكل عمل مسرحي جديد ينتجه المسرح الوطني وذلك ليقيم ما إذا كانت تلك العروض المسرحية المقدمة في المستوى المطلوب مع الإشارة إلى أن بروز المسرح بمدينة الورود يعود إلى الثلاثينات عندما قام المرحوم(محمد خديوي) الملقب ب (أب المسرح بالمنطقة) بتأسيس جمعية الودادية الثقافية وجمع فيها زمرة من الممثلين منهم محمد توري بلقاسم متبتب و أحمد حمودي المعروف بابن طوبال ومعهم زروق موسى عبد الرزاق كيساري وباية لينطلقوا في تقديم عروض مسرحية هي أول المحاولات التي عرفتها البليدة في هذا الفن. ومن جهته أكد مدير الثقافة لولاية البليدة أن تقويم الوضع الثقافي الحالي يستدعي اتخاذ إجراءات عملية سريعة تهدف إلى إعادة الاعتبار إلى الطاقات البشرية الموجودة بتنظيمها وهيكلتها وللوصول إلى هذا المبتغى انطلقت المديرية في عمل جواري مع مختلف الهيآت الجمعيات والشخصيات الثقافية . وكان النداء الموجه لهم كما ذكر ذات المصدر هو: مثقفي وفناني ولاية البليدة: هيا ننهض بالثقافة بالولاية ونجعل منها ولاية رائدة في هذا المجال. من جهة أخرى أكد ذات المسؤول أن الأهداف المتوخاة ومنها إنشاء مسرح جهوي لا تتحقق إلا بدعم من السلطات المعنية التي يجب أن تجعل قطاع الثقافة يحظى ببرامج استعجالية لتدارك التأخر الملحوظ خاصة فيما يتعلق بإنجاز المشاريع الثقافية