أكد عبد العزيز بوتفليقة بأرزيو أن الدولة "ستخصص خلال السنوات الخمس المقبلة ما يعادل 150 مليار دولار من الموارد العمومية للتنمية". وأضاف في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى 24 فبراير ان الدولة "ستواصل في ذات الوقت تعبئة اسهام المستثمرين الجزائريين منهم و الاجانب". "و كمثال على هذه الاهداف العديدة التي ستتوخاها هذه الجهود مواصلة محاربة البطالة باحداث 3 ملايين منصب شغل خلال السنوات الخمس القادمة نصفها في إطار آلية التشغيل المؤقت وتلبية الطلب الوطني على السكنات بانجاز ما يفوق المليون وحدة سكنية جديدة لصالح المواطنين".ولدى تطرقه لرئاسيات أفريل2009 دعا بوتفليقة الشعب الجزائري الى التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة بكل حرية ومسؤولية. وقال الرئيس "اختاروا بحرية مرشحكم". وبعد أن حث في كلمته جميع الجزائريين "كبارا وصغارا" على الذهاب للتصويت يوم 9 افريل المقبل أكد بأنه حتى في حالة عدم نجاحه سيكون الى جانب الشعب "ضد من لا يخدم البلاد". وبعد أن أشار إلى أن موضوع الانتخابات موضوع "مهم جدا" أوضح أنه لابد من أن يكون الموعد الانتخابي "إجابة واضحة للمجموعة العالمية التي تراقب الجزائر". و بعدما عبر رئيس الدولة عن تأسفه لما يقال حول جمع التوقيعات من أجل الترشح مشيرا إلى أن "كل الخير في المستقبل" قال "لقد أعطيتموني ثقتكم طيلة 10 سنوات وإذا أردتم تجديد ثقتكم فينا جددوها واضحة وإذا أردتم سحبها فهذا هو وقت سحبها". كما دعا بالمناسبة إلى ضرورة تظافر جهود جميع الجزائريين من أجل مستقبل زاهر للبلاد. وفي المجال الإقتصادي أبرز رئيس الجمهورية ضرورة الاستثمار في الهضاب العليا والجنوب معتبرا أن الجنوب "لا يقتصر على حاسي مسعود وبشار". و دعا في هذا الشأن إلى "استثمار حقيقي" في الجزائر في مجالات تحتاجها التنمية الوطنية مثل مواد البناء وقطاع المياه و الفلاحة منبها الى اجتناب الاستثمار في مجالات مثل "القازوز". و في اتجاه المستثمرين قال "من لديه مشروع فهناك إمكانية للتمويل والتمويل موجود لدى الدولة". كما تناول رئيس الجمهورية مشكلة التصحر في الجزائر واصفا أياها بالموضوع "غير البسيط". فاستمرار التصحر-- يوضح رئيس الدولة -- يعني "غياب الجزائر الحالية من تنمراست الى غاية العاصمة" مشيرا إلى أن ذلك "هو المستقبل إن لم نوقفه بأيدينا" و داعيا في هذا الصدد الى تعمير الجزائر. ولدى تطرقه إلى اقتصاد السوق قال رئيس الجمهورية بأن الجزائر ليست مجال للنظريات مشيرا إلى أن بإمكان الجزائر التأقلم مع اقتصاد السوق و الإشتراكية. وأشار في ذات السياق إلى أنه لا بد من استقلالية المؤسسات "ولكن يتعين علينا -- كما أوضح -- أن نكون على دراية بكيفية تسييرها". ولدى تطرقه إلى مشروع الطريق السريع شرق-غرب دعا الرئيس بوتفليقة الولاة و السلطات المحلية إلى إدراك أهمية هذا المشروع الذي "يجب تحقيقه و الافتخار به" حاثا الجميع إلى المشاركة فيه لإنجازه. من جهة أخرى جدد الرئيس تضامن الأمة مع عائلات ضحايا الإرهاب منوها بدور المجاهدين الذين كانوا "الأسوة الحسنة" لمجموعات الدفاع الذاتي في مقاومتها لإنقاذ الوطن. وقال "لا يفوتني أن أؤكد لكل أولئك الذين سلخوا سنوات من عمرهم في الدفاع عن الجمهورية أن الجزائر لم تنسهم. إنها ستتخذ إجراءات لتسهيل إعادة إدماجهم اجتماعيا واقتصاديا". وأكد رئيس الجمهورية أنه "سيتم اتخاذ إجراءات لتحسين وضعية أولئك الذين تطوعوا لمكافحة الإرهاب في الميدان".